المقالات

صديقي بالحشد..!

1175 2019-05-31

أمجد سالم

 

عمره شارف على الأربعين ، أعزب بسبب الفقر ، إلتحق بالحشد منذ أن رأى أول زهرة أذبلها الإرهاب بسبب الخائنين ، منذ أن سمع أول نداء للحسين ع(ألا من ناصر ينصر العراق ؟! ) ، ذهب ليسكن الآلام و يصمت الأنين ، عمل بكل مجالات الحشد المقدس ، قتالا ، إدارة ، تخطيط ، طبابة ، دعم ، .... ؛

كان يقسّم راتبه المتواضع ، ( أجرة التنقل ، أجرة الطعام ، مصاريف بسيطة شخصية ، قسم أكبر لذوي الشهداء ، مصرف لأخته الفقيرة ، مصرف لأمه ) .

هكذا لن يتبقى له شيء يدخره ، يقول لي دائما : إنه أخف لي ، لا أريد أن أستشهد ثقيلا .

بشوش ، متأمل ، متواضع ، متسامح ، قد ألغى نفسه من الوجود و إستوطن قلوب معارفه ، يقضي يومه كأنه يموت غدا ، و لو تكلمت معه أحسست أنه من الخالدين .

صادف زميلا له بالجهاد ، مهندس يعمل في شركات النفط ، ترك وظيفته وأهله ليلتحق بالحشد ، وبينما هم في قتال وقد إنصهر السلاح بشدّة الوطيس ، أصيب المهندس إصابة أفقدته بصره،

إنفطر قلب صاحبي حزنا عليه ، و ذهب بعيدا مع نَفْسِ المهندس ، عميقا ، أخذ يحن عليه كما أمه و أبيه ، يداريه كلما رجع من القتال ، و لا يزال ، تاركا بيته إلا قليل ،

إنه يعمل المستحيل له و المحال ،

إن وصفي له ، قول لا يقال ،

يزوّره أئمة أهل البيت و المساجد ،

يرتله القرآن و الأدعية ،

يطعمه بيديه ، و يؤنسه ،

يتحاورون بالله و من إرتبط بالله ،

رأيتهما ملاكين ،

زرتهما في مسجد الكوفة في ليلة القدر ،

حينما نظرت إليهما ، و رجعت لنفسي ،

كيف أقارن بعظيمين ؟

خنقت دموعي بعيني اللتان تشهدان عليّ بالمعصية ،

و صافحتهما بيدي اللتين عصيت بهما جبار السماء ،

و ذهبت بعيدا ، كسفينة إصطدمت بجبل أشم في بطن البحر ،

و إنكسرت تعاني فقدان البوصلة ،

بعد أن توسّلا بي أن أدعو لهما بالشهادة ،

فقلت بنفسي :

إنّي قابلت رجالا و أي رجال ،

لو أرادوا بهمتهم لزيّلوا الجبال .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك