سجاد العسكري
هي قصة الخيانة , قصة الاخت الاسيرة التي سلمها اخوتها للمعتدي لتغتصب , وهي بين احضان اخوتها , تقشعر لها الابدان , اما اخوتها فأن لم يكن لكم دين فكونوا عربا كما تزعمون , فالارض عند العرب كالعرض ,فمن تسلب ارضه كأنما يهتك عرضه , هذا ماقرائناه وتعلمناه من العربي الاصيل ,فجاء الاسلام ليكرس هذه الاخلاقيات ويثبتها ويمدحها فيهم , وفي المقابل يستهجن ويرفض اعراف وتقاليد الجاهلية التي على مايبدوا عادت لهم, واقصد عادة (وأد البنات) اي دفن البنت حية في حفرة ليرد عليها التراب فلا اذن سمعت ولا عين رأت .
اما العالم العربي اليوم فأنه دفن اخته – فلسطين - امام مسمع ومرأى العالم , وزادوا على اسلافهم ,انهم عند دفنها لم يهيلوا التراب فوقها ,لأنهم رموها في غيابت الجب الصهيوامريكي ,ليكونوا متفرجين ويقبضوا ثمن بخس دراهم معدودات لا بل هم من دفع للمشتري الثمن ؟! ليجمعوا بذلك بين تقاليد الجاهلية المظلمة , ومافعلوه اخوت يوسف باخوهم ,ولازالوا ولما يتوبوا بل زادوا عليها اضعافا!
فالخيانة مستمرة والاشرار هي التي تلاعبت بارض ومقدرات فلسطين وشعبها , كما فعلتم مع الجيش العراق في عام 1973م لمشاركته ضد اسرائيل فاوصلتم للجيش العراقي السلاح الفاسد وصدق القائل اذا مات الـ.... ماتت الخيانة , ايها الحكام الفاشلون اضعفتوا شعوبنا ومزقتم ارضنا وشتتم اهدافنا حتى ضاعت ,حتى بداء الكثير ممن يتنفرز عند سماعه بمظلومية القضية الفلسطينية .
فتركتم وامتم هذه القضية , وتناسيتم سنن الله في احياء دينه واظهار المظلومية ,وهو القائل في كتابه العزيز(ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) ,فخرج اليكم قائدا يذكركم بايام الله واحكامه , فاختبر استعدادكم فوجد على قلوبكم اقفالها , وانتم تنصبون العداء له ولدولة رفع فيها شعار الاسلام والوحدة الاسلامية بين المسلمين , ونادى بالدفاع عن المظلومين في شتى اقطار العالم من الهيمنة والخيانة ,التي ابتلى الله فيها الشعوب فاخذوا يدعون فلا يستجاب لهم ,لأنهم ولوا شرارهم في مراكز الحكم .
نعم انه القائد الامام روح الله الخميني قدس الله نفسه الزكية ,اذا كانت من ضمن اولوياته , وهذا حال المرجعية الدينية في كل وقت , المطالبة بنصرة القضية الفلسطينية والقضايا الاسلامية , والوقوف مع الشعوب المظلومة من غطرسة امريكا واسرائيل والخونة من حكام العراب , وتكشف وتسقط الاقنعة للكثيرين ,لكنهم لم يكتفوا بهذا القدر هؤلاء الخونة اخذوا يتأمرون ضد ايران والعراق ولبنان واليمن وسوريا لأنهم يذكرون الامة بمصائبهم وحجم المخططات التي يراد منها لذا نرى في خطاباته يركز على المظلومية والظلم اذ يقول:( إن يوم القدس يوم عالمي، لا يختص بالقدس، بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين. إنه يوم مواجهة الشعوب، التي رزحت طويلاً تحت نير الظلم الأمريكي وغير الأمريكي، للقوى العظمى .يوم يجب أن يستعد فيه المستضعفون لمواجهة المستكبرين، ولتمريغ أنوفهم في الوحل).
فالامام الخميني اراد وحدة المسلمين لمواجهة الاشرار الذين عاثوا في الامة فسادا في العالم , وهذا ديدن المصلحين ,فتعرضوا الى مختلف الحروب والعداء منذ تاسيس الجمهورية الاسلامية الى يومنا هذا ولايزال هذا العداء ,فالننظر الى ما فعلت امريكا واسرائيل في المنطقة والعالم الاسلامي يقتلون بعضهم بعضا ,حروب جائرة مؤامرات فلنتامل قليلا مانوع السلاح الذي نقتل به ,ومانوع المؤامرة ومانوع الهيمنية , ومانوع التفتيت في اوطاننا وعدم استقرارها ,فالجواب سيكون واحد انها امريكا من تعطي السلاح لنقتل بعضنا , وامريكا من تخطط لتنفذه الخونة لأضعاف اوطاننا ووحدتنا ,وامريكا وامريكا ستبقى عدوة الاحرار .
فعلى العالم عموما والمسلمين خصوصا ان يعوا حجم الكوارث في العالم ومنطقتنا خلفها قوى الاستكبار المنتفعة الوحيدة مع عملائها ,لهم الفائدة ولنا القتل والتهجير وعدم الاستقرار في ارضنا ,فقصة الخيانة والمؤامرة لا زالت مابين الاخيار الاحرار و الاشرار.
https://telegram.me/buratha