قاسم العبودي
في نهاية ستينيات القرن المنصرم أعلن السيد الأمام الخميني رضوان الله تعالى عليه, أن على جميع مراجع الدين في النجف الأشرف وقم المقدسة أخراج قسم من الحقوق الشرعية وأرسالها الى الأراضي المحتلة الفلسطينية كحقوق شرعية .
طبعا أنطلق السيد الأمام بفتواه تلك من منطلق ولاية الفقيه المباركة التي قد سبق بها غيره من المراجع العـظام . وقـد أثيرت وقـتها لغـط كبيـر في أروقـة الحـوزات العلمية بأعتبار أن ذلك تجاوز شرعي على أموال المسلمين , ولا يجوز التفريط به بأي حال من الأحوال . لقد عمل السيد الأمام بتكليفه الشرعي الولائي أتجاه قضية المسلمين الأولى فلسطين وايقونتها المنطفئة القدس الشريف , التي أطفئتها يد الصهاينة الذين لم يتوانوا بطمس معالمها .
أما بعد أنتصار الثورة الأسلامية المباركة عام 1980 فقد خصص السيد الأمام الخميني أعلى الله مقامه الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس . في باديء الأمر لم تؤخـذ مبادرته بعين أعـتبارية من لدن كـثيـر من المسلمين فـضلا عن غيـر المـسلمين , لكـن سبحان الله وبقدرة عجيبة فعلت هذه الألتفاتة فعلتها على مستوى العالم كله .
أشارت تلك الألتـفاتة الى مظلومية الشعب الفسطيني الذي كادت قضيته أن تطمس تماما لولا تلك المبادرة الألهية من لدن قائد الثورة ومؤسس الجمهورية الأسلامية .
السؤال هنا , لماذا أهتم السيد الأمام بهذه القضية بهذا القدر من الأهتمام ؟؟
نحن نعتقد أن السيد أراد أن يعيد هيبة الأسلام المحمدي الأصيل بأهتمامه بجميع قضايا الأمة المصيرية وغيرها , كما كان سابق عهد الأسلام في صدره الأول . أراد أن يزيل الغبار عن الدين الذي تصدأ بفعل الضربات الأموية والعباسية والتي جعلت من أستباحة المقدسات شيء طبيعي للقاصي والداني .
أعاد السيد الأمام هيبة الدين بكل خطواته منذ اليوم الأول لأنتصار الثورة الأسلامية الى يوم أرتحل عنا الى بارئه .
أعاد السيد الأمام ربط الأمة بقادتها في منظومة أسلامية متكاملة على غرار تلك المنظومة التي عمل عليها النبي الأكرم محمد صلى الله عليه واله . فكان يوم القـدس من مصاديق تـلك المنظومة الأسلامية التعبوية التي قل نظيرها في العالم الأسلامي المعاصر . اليوم الجمعة , والشهر , شهر رمضان المبارك , فلا مذهـبية ولا طائفية غير أسـلام حقـيقي مبودق بـتلك المنظومة الولائية التي أعادت للأمة هيبتها .
https://telegram.me/buratha