أحمد كامل
كطبيعة أسلافهم ما أن يخططوا لمكيدة ٍ او لأمر مريب يبدئون بتحشيدِ الدول والشعوب من حولهم ،ويقومون ببذل الأموال الطائلةِ بأسم الكرمِ ، في حجةِ مراعاةٍ لمن تتعرق جباههم كرامةً مصطنعة .
حيث دأبت السعودية على إدخال الفتن للدول المجاورة لها ،هذا ليس سياسة ، بل إرثاً توارثوه من أسلافهم، ويتدخلون بشكلٍ علني في شؤون الدول المجاورة ، ونادراً ما يكون تدخلهم خيراً للشعوب ، بل يكون أغلب تدخلهم فتنة ، ودمار ، وفتيل أزمة بين أبناء البلد الواحد .
فلسنوات عديدة وجهت أصابع الإتهام للسعودية بتدخلها السافر في شؤون العراق ونشوب الحرب العنصرية والاقتتال الطائفي بين أبناء البلد الواحد وكان اعلامهم دائم التطبيل ونفخ شعلة الأزمة خوفاً من انطفائها ، وما أن بدأ العراق يستقر أمنيا ً ، بدأت السعودية بالتدخل السافر في شؤون اليمن وبصورة علنية لتنصب نفسها بإسم المدافع الرسمي للحكومات العربية الموالية لها ، وكان تدخلهم لم يميز بين مدنياً او عسكرياً ، طفلاً او شيخاً ، منزلا ً او مدرسةً او سوقاً ، أو حتى مستشفىً ،فلم يدعوا مكاناً إلا وحولوه للون الأحمر من شدة القصف الذي طال المدنيين وسط صمت الرأي العام الذي ملئت أفواههم بالأموال السعودية، وما أن يبادر الثوار اليمنيين بالرد على القصف السعودي ،ترى الدنيا تقم ولم تقعد متهمين إيران بمساعدة الثوار بالأسلحة دون دليل يذكر .
وما أن شعرت السعودية بالرعبِ والهلعِ من حربٍ وشيكة تضرب مصالحها ، وتكون أرضها جزءً من النار التي قد تتقد في اي لحظة . وبسبب عجز السعودية وشللها التام أمام السياسة الإيرانية ،بدؤوا يحركون امريكا ضد إيران مقابل المزيد من ضخ الأموال السعودية ، بحجة خطر إيران النووي على المنطقة ، وقاموا بتلفيق التهم والحجج لتشتيت الأذهان لدى المجتمع تجاه إيران ، متهمينهم بضرب السفن في المياه الخليجية ، ليثبتوا إن إيران تريد أن تحرق منطقة الشرق الأوسط ، عندها قامت السعودية بتوجيه الدعوة إلى عقد قمة خليجية طارئة ، وكذلك عقد اجتماع طارئ لمجموعة الدول الإسلامية ، وقاموا بضخ المزيد من الأموال والهدايا الثمينة من أجل الحصول على بيان فيه إدانة للموقف الإيراني وكأنه الضوء الأخضر لتعدي أمريكا وحلفائها على المصالح الإيرانية ، وكان الموقف العراقي يعتبر بيضة القبان لدى السعودية ، فكل البيانات معروفة لديهم ، وكان البيان العراقي هو محل اهتمامهم ، والأساس الذي يبنون عليه مصالحهم ، فالعراق يبقى هو الركيزة الأساسية للمنطقة .
بدأ العراق بيانه والذي ألقي عبر رئيسه المنتخب برهم صالح ، ودبَ معه الصمت المريب ، بإنتظار إدانة العراق لإيران ، والبدء بالدخول بنمحنى جديد يمثل مستقبل منطقة الشرق الأوسط ، بيان برهم صالح كان بيانا معتدلا يمثل سياسة محنكة وجديدة تريد أن تبني علاقات طيبة مع الدول دون الميول لصالح أحد ، والدعوة إلى عقد السلم والسلام وإبعاد شبح الحروب عن الشعوب التي انهكتها الحروب والدمار ، بيان برهم كان فيه طابع إحترام دول الجوار دون استثناء ، فقد كان بياناً مرضياً لجميع العراقيين ، الذين سبق وأن طالبوا بعدم تدخل العراق سوى بنزع ِ فتيل الأزمة ، فيبدو من خلال بيان برهم صالح بدأت سياسة العراق تسير بالاتجاه الصحيح ، وإعادة العراق لأخذ دوره القيادي المهم ، وصار رقماً صعباً يصعب شراءه بأموال خليجية او بعلاقات شخصية ، فشكراً لبرهم الذي كان بيانه مرهما ً للأزمات ، وخير مطالبا ً لإنهاء الأزمات في سوريا واليمن ، والتي تحرق يومياً دون تحرك للدول الإسلامية.
https://telegram.me/buratha
