المقالات

كي لا نكون كصف أعمدة الكهرباء..!

1792 2019-06-02

علي عبد سلمان

 

بعض الساسة السذج، يتصورون أنه يتعين علينا أن نكون متفقين على كل شيء، وأنه يجب أن تكون آرائنا متطابقة ليكون مستقبلنا مضمونا، لكنهم ينسون أن الله تعالى خلق الأشياء جميعا مختلفة في كل شيء، وأن التعايش لا يقتضي الإتفاق التام، وإلا أنتفت الحاجة لأن نكون "شعوبا وقبائل لتعارفوا..إذن؛ دعونا نختلف، وما الضير من أن نختلف؟..دعونا نختلف؛ إذ ليس من المعقول أن نتفق على كل شيء، لكن دعونا  قبل ذلك، أن نحدد ما الذي نحن مختلفين فيه وعليه؟!

ثمة علاج لكل شيء تقريبا، والمستشفيات في أوربا  خصوصا، تعج بشيوخ وكهول باتوا بحكم الموتى سريريا، ومع ذلك فإن الطب لا يتركهم يواجهون الموت بلا مساعدة..وفيما عدا حالات قليلة جدا، وهي حالات غير أنسانية قطعا، فإن الدواء يرافق المريض وهو يعالج غصص الموت.عراقيا؛ لا أظن أننا في حالة الغصصص، فثمة في الأفق إشراقة أمل، ومثلما تقول العبارات، التي وفدت الى قاموسنا السياسي بعيد نيسان 2003، ثمة ضوء في نهاية النفق.

على صعيد شخصي لا أرى ضوءا فحسب، بل ما أراه نورا ساطعا، و أنا متأكد تماما أننا سننتصر على ذواتنا، وسنهزم جهلنا بمصالحنا، وسنقتل كبريائنا الزائف، بسلاح ينتجه كبرياء الوطن، ولن نرحل خلافاتنا الى أبنائنا، فهم لا ذنب لهم، ولم يخلقوا لزماننا، إذ أن لهم زمانهم..وسلام عليك  يا أمير المؤمنين سيدي علي بن أبي طالب، فقد إستعرت هذا التعبير منك، فليس بمثله أبلغ..الحقيقة، وبنظرة الى النصف المملوء من كأسنا؛ فإننا لسنا مريضا مصاب بمرض ميؤس منه، ومثلما تعرفون؛ فإنه ما عاد اليوم في ميدان الطب على الأقل، مرض غير قابل للشفاء، فحتى المرضى العصابيين باتوا يجدون وسائل فعالة لعلاجهم.

سنرتكب خطيئة كبرى؛ أذا تركنا أبنائنا يواجهون ما نوجه من مشكلات، فوق المشكلات التي سيخلقها زمانهم لهم..

أولادنا وبناتنا وأحفادنا لا نريد فيهم صورة لنا، وصور الساسة الفاشلين، أو صناع الأزمات، ورعاة القتلة، والفاسدين واللصوص، وسراق اللقمة من أفواه الفقراء، الذين يحاولون اليوم، تمرير ما يريدون، ومعهم سكاكين الذباحين وبنادق الميليشيات الطائفية والقومية والتكفيرية، يجب أن نمزقها ونرميها، بقعر ليس له قرار كي لا نورثها لأبنائنا...

دعونا نورثهم السكينة والوقار، ونعلمهم كيف يختلفون، لا كيف كيف يتصارعون، وتلك مهمتنا العاجلة، كي يحترمون شيبتنا!  هل يفترض فينا أن نكون كأعمدة الكهرباء في طريق طويل، الآخر يشبه الثاني، والثاني يشبه الأول في وقفته؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك