زيد الحسن
ليسَ مِنّا هؤلاءْ.
لَمْ نُكلِّفْ أحَداً منهُمْ بتَطبيبٍ
ولا قُلنا لَهُمْ هاتُوا الدَّواءْ .
حَسْبُنا، لو صَدَقوا،
أن يَرحلوا عَنّا بَعيداً
فَهُمُ الدَاءُ ا لعَياءْ .
كُلُّ بَلوى بَعْدهُمْ سَلْوى
وَأقـوى عِلَّـةٍ
في بُعْدِهِمْ عَنّا.. شِفاءْ !
لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .
أنتَ تدري أنّهُمْ مِثلُكَ عَنّا غُرَباءْ
زَحَفوا مِن حَيث لا ندري إلينا
وَفَشَوا فينا كما يَفشُو الوَباءْ .
وَبَقُوا مادُمتَ تَبغي
وَبَغوا حتّى يُمدُّوكَ بأسبابِ الَبقاءْ . ليس هناك ابلغ من هذا الوصف للشاعر الكبير احمد مطر .
اول قمة عربية عقدت في العام ١٩٤٦ بدعوى من الملك فاروق ، وكانت قائمة اعمالها ترئسها قضية فلسطين ، وعقدوا العزم على التشاور والتعاون وان يكونوا يداً واحدة وسيفاً بتاراً لمساعدة الشعب الفلسطيني ، الى الان تم عقد اربعون قمة عربية منها ماهو طارئ ومنها ما هو اعتيادي ، وما زالوا يتشاورون كيف السبيل وما هو الحل .
من المخجل لنا نحن كشعوب ان نفتخر بهكذا قادة وهكذا حكام وهم يرتدون عباءة الذل ومتمسكين بأدمغة الحمير وبجبن النعام ، الغرب يحركهم ويملي عليهم افعالهم وهذا معلوم لدى الجميع .
الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح اثلج لنا الصدور بخطاب بليغ فصيح قال فيه بضمير حي كل ما كنا نود قوله ، ورمى عليهم الحجة البليغة ، واخرس لهم الافواه ، مع علمنا انهم لن يخجلوا من افعالهم ولن يغيروا من نهجهم ولن يضحوا بكراسيهم التي يعتقدون ان الغرب اسس لها الركائز .
السعودية طالبت بموقف حازم ضد ايران وكأن اللسان الذي كان ينطق لسان غربي فيه من سموم الحقد الشيء الكثير .
موقف العراق الذي استنكر البيان الختامي وحذر فيه من مغبة اندلاع حرب عنوانها ضد ايران لكنها ستكون حرب شاملة في المنطقة كلها ، الحجة هي الدفاع عن امن السعودية والامارات من الخطر الايراني ، ماذا عن الخطر الاسرائيلي على فلسطين الذي ما زلتم تتشاورون فيه منذ عقود طوال ، كيف تنظرون الى الغرب الان كحليف والى اسرائيل كصديق وانتم تدعون العروبة وتتحدثون عن الارهاب ، وهل نسيتم اليمن وما يحصل على ارضها من دمار وخراب واراقة لدماء المسلمين فيها ، وهل غفلتم عن ليبيا وباقي الدول العربية التي تتمزق الان بانياب حروب الغرب اللعينة .
سيادة الرئيس العراقي لك منا الشكر كله على هذا الموقف القوي الشجاع ، كنت فعلا مرهماً لجراح طال تقرحها وعفى عليها الزمن ، اثبت للعالم ان العراق على حق ولن يصطف مع الباطل يوما ما .
واختم قولي بما قاله شاعرنا احمد مطر ؛
أيُها الباغي شَهِدْتَ الآنَ
كيفَ اعتقلَتْ جَيشَكَ رُوحُ الشُّهداءْ .
وَفَهِمتَ الآنَ جدّاً أنَّ جُرْحَ الكبرياءْ
شَفَةٌ تَصرُخ أنَّ العَيشَ والموتَ سواءْ .
وَهُنا في ذلِكَ الَمعنى
لَنا عِشرونَ دَرْساً
ضَمَّها عِشرونَ طِر سا
كُتِبتْ بالدَّمِ والحقْدِ بأقلامِ العَناءْ
سَوفَ نتلوها غَداً
فَوقَ البَغايا هؤلاءْ .
https://telegram.me/buratha