حسن وهب علي
لعل الذي عاصر تلك الأيام يعلم جيدا بأن المذياع كان الوسيلة الوحيدة تقريبا لنقل الأخبار عن المعارك التي كانت دائرة في جبهات مصر وسوريا والأردن واتذكر جيد وانا يافع أن تجلس عائلة او اكثر حول مذياع ليسمع الأخبار على وقع الأناشيد الحماسية مثل طالعلك يا عدوي طالع، و بلاد العرب أوطاني، ووطني حبيبي ووطني الاكبر ،وطل سلاحي وكذلك البيانات الحماسية التي كانت تصدر بتدمير جيش العدو وإسقاط عشرات الطائرات وتدمير مئات الدبابات وهكذا من البيانات العسكرية الوهمية... وكان أغلب المتابعين من النخب للأحداث يتوقع نشوب المعركة لأسباب كثيرة منها...
١..التصريحات الإسرائيلية من رئيس الوزراء ليفي اسكول و رئيس أركان الجيش
٢.. استدعاء الاحتياطي الإسرائيلي وتوزيع أقنعة الغاز داخل الكيان الصهيوني.
٣.. استعراض الجيش الإسرائيلي في القدس على خلاف العادة والقرارات.
٤..بالرغم من نفي رئيس الوزراء ليفي اسكول ببرقية إلى رئيس الاتحاد السوفيتي الكسب كوسيجن بنية قيام حرب إلا أن المخابرات الروسية أبلغت مصر بوجود تحشد على الجبهات.
٥..استدعاء مصر لاحتياطي الجيش و دعم الجبهة بارسال التعزيزات.
٦.. انضمام الاردن إلى اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين مصر و سوريا .
٧..العمليات الفدائية في الجليل والمناوشات في الجولان والتوتر في الجبهات الأخرى.
٨.. وأخطر الأمور إسقاط الطائرات الإسرائيلية لست من الطائرات السورية.
٩.. اعلان مصر بإغلاق مضيق تيران والذي اعتبره الكيان الصهيوني بمثابة إعلان حرب .
١٠.. الزيارات المتبادلة لرؤساء أركان الجيوش العربيةللتنسيق فيما بينها.
١١..انعقاد مجلس الأمن الدولي .
من خلال قراءة الأحداث كل شئ تنبأ بوقوع الحرب واقعة لا محالة ولكن العرب كعادتهم كانوا يصدرون البيانات ويعقدون الاجتماعات وإسرائيل كانت تتهيأ للحرب والعرب يعلمون ويسمعون ولا يتخذون التدابير والتي اتخذوها كانت جوفاء لا روح فيها فلذا ذهبت المئات ضحايا لتلكؤ وعجز القيادات ...
وان الحرب يسمى حرب الايام الستة في إسرائيل ونكسة ١٩٦٧ ونكسة ٥حزيران والتي بدأت بقصف جميع مطارات مصر وتدمير مدارجها بحيث ان الطائرات التي اقلعت لم تجد مدارج للنزول عليها وتدمير الطائرات الرابضة على أرض المدرج والتي بلغت بحدود ال٤٠٠ طائرة مع استشهاد ١٠٠ طيار تقريبا مقابل ٥٠ طائرة تقريبا اسقطت بالدفاعات الجوية والقتال الجوي وتم تدمير مئات الدبابات مقابل تدمير ٤٠٠ دبابة اسرائيلية واستشهاد بحدود ١٥ الف او اكثر جندي مصري وسوري وعراقي واردني مقابل اقل من الف قتيل صهيوني إضافة الى احتلال سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية والقدس الشرقية و الضفة الغربية وكانت القوات العربية المشاركة بشكل مباشر مصرية و سورية واردنية و لبنانية و عراقية وبدعم من الجزائر الكويت باكستان السعودية المغرب ليبيا و السودان وتونس ومنظمة التحرير الفلسطينية
وما أن انجلت غبار المعركة إلا والشعب العربي والشعوب الإسلامية أصيبوا بذهول لما كانوا يسمعونه من انتصارات وهمية وما وجدوه في واقع الهزيمة المرة وبذلك أصبحت إسرائيل الاسطورة التي لاتقهر إذ كانت إعداد الجيوش العربية وطائراتها اضعاف إعداد العدو الصهيوني وتبعت ذلك حرب ١٩٧٣ والتطبيع المصري الإسرائيلي للعلن وتبعته الدول العربية ولم تنكسر شوكة الجيش الإسرائيلي إلا بعد انتصارات حزب الله في عامي ٢٠٠٠ و ٢٠٠٦ وانتصارات المقاومة في غزة ولم تستفق الشعوب العربية والإسلامية إلا على أصوات يوم القدس العالمي وانتصارات حزب الله وأخيرا انتصارات غزة فاليوم الأمة الإسلامية تعيش بعنفوانها بالرغم من وجود الدول الخانعة والتي تعيش في محور الشر وتحاول التطبيع مع إسرائيل بشكل كامل و إعلان صفقة القرن المشؤومة.
وبوجود الرجال المقاومون والعقيدة الصحيحة زلزلت أركان الكيان الصهيوني وستبقى فلسطين حرة آبية برجالها الابطال الذين يقاومون كل يوم إسرائيل من خلال العمليات والمسيرات اليومية وستحرر فلسطين باذن الله تعالى لقوله عز من قائل ( وقضينا إلى بني إسرائيل لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فأذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادات لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعد الله مفعولا ..... فأذا جاء وعد الاخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة و ليتبروا ما علوا تتبيرا )
https://telegram.me/buratha
