المقالات

العالم مابعد الخميني ليس كما هو قبله


ماجد الشويلي

 

تقوم العقيدة السياسية لاسرائيل على اساس أن الله سبحانه وتعالى قد اصطفى اليهود على البشر واجتباهم عليهم وفضلهم بنحو أَوكَلَ لهم فيه تدبير شؤون العالم وسيطرتهم عليه الى حد الاستعباد. 

مع عجز الله عن تغيير موقفه منهم او سحب تفويضه لهم وحاشاه

فهم يعتقدون أن علاقة الله سبحانه بماخلقه من موجودات وابتدعه من خلائق اقرب ماتكون بعلاقة المهندس الذي صنع السيارة واهداها لعزيز عليه وباتت تعمل بمعزل عنه وانقطعت صلته بها

وقد اشار القرآن المجيد لذلك بقوله جل وعلا

((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مغلولة))64المائدة

ورغم ان اشارات الاصطفاء لهم من قبل الله سبحانه وردت في مواطن عدة من القران الكريم ،الا ان ذلك الاصطفاء والنعمة العظيمة عليهم كان محدودا بزمن معين ؛

نعم كان يمكن لهم الاسترسال فيه لو لم يكن مرهوناً بايفائهم بعهودهم  التي خانوها مع الله جلت قدرته

 

((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ))البقرة (40

وبذلك وبحسب زعمهم وعقيدتهم أن الله لايجد من بد الا ان يكون مؤيدا لافعالهم ومناصرا لها

 

ومع بواكير تاسيس الولايات المتحدة الاميركية 1776 وليس اسرائيل فان قادتها كانوا يطلقون عليها ارض الميعاد واسرائيل الكبرى .وان الله قد اختارهم لانقاذ البشرية وما الى ذلك من عقائد ترتبط ارتباطا وثيقا بالرؤية التلمودية للعالم.

واستمر الحال حتى تربعت اميركا على عرش الهيمنة  والسيطرة العسكرية والاقتصادية على العالم دونما منازع تحمي في كنفها دويلة اسرائيل الدينية اليهودية بشكل واضح ورسمي واصفة اياها بانها هبة الله لليهود شعب الله المختار.

وما من رئيس اميركي او سياسي بارز الا وعليه تقديم فروض الطاعة لهذه الدولة الدينية المحاطة بطقوس عبادية سياسية عبر عنها اكثر الساسة الاميركان وكان آخرهم بومبيو حين قال

((إن لاسرائيل سلاح سري هو انها الدولة الوحيدة التي تقف مع الله))

بهذه الرؤية الدينية والسياسية وحتى الثقافية ومع الامكانيات الهائلة التي تمتلكهااميركا واسرائيل كانت الولايات المتحدة تسوم العالم دون ان يكون هناك على المستوى العالمي من ينبري لتقويض هذه الايدلوجية وينتصر لله سبحانه من هذه الفرية اليهودية الكبرى التي اضحت مسوغا سياسيا براغماتيا لاستعباد الشعوب ونهب مقدراتها بشكل فاقع وفج للغاية ،حتى ظهر الامام الخميني (رض)  شيخاً وحيداً فريدا اعزل لايملك الا سلاح الاتكال على الله فياتي الرد على اليهود على يديه عملياً ان "يد الله مبسوطة ينفق كيف يشاء"

 

((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ )) (64 المائدة

 وتنجح الثورة الاسلامية على يدية رغما عن انوف الاميركان والصهاينة ، وتؤسس الدولة الاسلامية ويقوم نظامها على الاسلام  وتتعرض لشتى انواع المؤامرات  واخطرها على الاطلاق وروح الله يردد في كل مناسبة وعقب كل معجزة كالتي جرت في واقعة صحراء طبس حين دمرت الطائرات الاميركية   ((أن لله جنود من رمال)) وحين حررت خرم شهر 

قال ((إن الله هو الذي حرر خرمشهر))

وتفيض بركات الله وتغمر منطقتنا والعالم باسره ويولد حزب الله في لبنان من رحم الثورة الاسلامية العظيمة، وتنطلق فصائل المقاومة في فلسطين .

وتبرز فصائل المقاومة في العراق وتتقوقع اسرائيل خلف جداراتها الكونكريتية وتتقهقر اميركا ويتراجع جبروتها في العالم امام قدرة الله التي تجلت في ننهجية روح الله الموسوي الخميني العظيم .

ليطل فجر جديد على العالم من الحرية والايمان بان هيمنة اميركا ليست مصيرنا المحتوم وان اسرائيل ليست قدرنا ، وان القوة التي استند لها ذلك العالم الرباني العجوز لازالت موجودة وهي الاقوى والابقى وتتاكد تماما كل يوم وباستمرار بعزيمة الخلف الصالح للامام الخميني السيد القائد الخامنئي والشعب الايراني المجيد 

وكل من انتهج نهجهم وسار بخطاهم حتى تشرق شمس بقية الله الاعظم عج على العالم باسره

 

((وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) 8 الصف

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك