عاش السيد الخميني فترة من عمره قريبا من مرقد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) محاولا تأسيس نظرية جديدة لمعنى الولاية، فكانت نظرية ولاية الفقيه التي طبقها بعد عودته الى إيران في آذار 1979، ومنذ ذلك التاريخ لم تنقطع محاولات الإستكبار العالمي وأذنابه في منطقة الخليج، لإسقاط هذه الجذوة التي لا تزال تتوهج؛ سواء في منطقة الخليج أو في مناطق ابعد من هذه المنطقة الملتهبة. تعتبر ولاية الفقيه التي أسس لها السيد الخميني (قدس) واحدة من أوجه النظام الإسلامي، والمبنية وفقا لمذهب أهل البيت الإثني عشرية، حيث تؤكد واحدة من مبادئ أهل البيت على ضرورة وجود ((إمامٍ حاكمٍ معصومٍ من الأخطاء، حيث أنه من غير المعقول ان تخلو الأرض منه)). نجح السيد الخميني في إرساء (النظام الجمهوري الإسلامي) عندما سارع للدعوة الى إستفتاء عام على الهوية الإسلامية الجديدة، بالضد من محاولات التيارات العلمانية التي حاولت إنشاء جبهة يسارية، تقف بالضد من طموحات رجال الدين، فكانت النتيجة أن 98% من الإيرانيين صوتوا (بنعم) لصالح النظام الجمهوري الإسلامي. منصب (الولي الفقيه) يجمع بيده السلطة المطلقة، فهو يستطيع تمرير القوانين حتى في حالة إعتراض مجلس صيانة الدستور، من هنا فغن السيد الخميني (قدس) استطاع تمرير كثير من القوانين التي تصب في مصلحة المواطن، والتي وقف بالضد منها مجلس صيانة الدستور، نذكر منها القوانين المتعلقة بالعمل والإصلاح الزراعي، كما أنه أسس الحرس الثوري الإيراني، لغرض حماية الثورة من الأعداء في الداخل والخارج. كان العامل الرئيسي لعداء الولايات المتحدة للجمهورية الإسلامية في إيران وللسيد الخميني، هو إقتحام السفارة الأمريكية في طهران، لأن إيران الشاه كانت بمثابة القوة العظمى في الشرق الأوسط التي تحفظ مصالح الولايات المتحدة، ومنذ ذلك التاريخ فرضت الولايات المتحدة عقوبات إقتصادية على النظام الإسلامي الجديد، ومما زاد من تماسك الجماهير خلف الثورة وأهدافها، الحصار الإقتصادي الغربي، عندها ترسخت فكرة أساسية مفادها ان الولايات المتحدة هي العدو الأول. لعبت الجمهورية الإسلامية دور مهما في مقاومة إسرائيل، من خلال تقوية علاقتها مع حركة حماس الفلسطينية، بالإضافة الى محور الممانعة المتمثل بحزب الله في لبنان وسوريا، ناهيك عن بعض الفصائل العراقية، والحوثيين في اليمن، في سبيل الوصول الى تحرير الإنسان والأرض من براثن الإستكبار العالمي وأذنابه في هذه المنطقة التي حباها الباري عز وجل بأطهر الأنبياء وأكرمهم عليه. قد يتصور بعض المتابعين للشأن الإيراني أن مفهوم دعم المستضعفين الذي جاء به السيد الخميني (قدس) أخذ يخف شيئا فشيئا، من خلال بحثها عن تحالفات مع قوى إقليمية ودولية، بعيدا عن القالب الديني، بما يتيح لها تخفيف الإنتقادات الموجهة إليها، وهم هنا يتجاهلون حقيقة أن إيران لم ترضخ طيلة عمر الثورة الممتدة لأكثر من أربعين عاما، فأصبح لديها معرفة بما يريده الآخرين منها.
ع
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha