المقالات

زهور في غابة محترقة؟!

1950 2019-06-07

علي عبد سلمان   مجتمعنا منقسم من حيث منهجية التواصل، الى قادة ومقودين، زعماء وأتباع، شيوخ ومريدين، الصنف الأول يتكلم والثاني يسمع، هم يقررون ومن يتبعهم ينفذون، الزعماء في المقدمة والأتباع خلفه، الشيوخ يتمتمون؛ ومريديهم يرددون ما تمتموه حتى لو لم يفهموه! هكذا؛ وبإزاء الأزمة المنفتحة على مجتمع مُتْعَب، يواصل تفككه وتدمير نسيجه الحيوي، وتراجع نموه الاقتصادي، على إيقاع عنف متصاعد، لا يتوقف المريدين عندنا، عن التباري في “إستعارة القوة المقدسة” من شيوخهم، ليستخدموها ضد أنفسهم، حتى لو اطاحت هذه القوة بحاضرهم ومستقبلهم. لأن مجتمعنا مُتْعَب بسبب جور السنين الغابرة، ولأن التغيير باغته على غير توقع، إذ كنا مقتنعين تماما، بأن نظام صدم والمنظومة التي ينتمي اليها، باقون لعشرات بل مئات السنوات القادمة، فإن مجتمعنا لم يكن قادرا على تأسيس طقوس وطنية ثابتة، ولذلك فإنه يواجه صعوبات كثيرة، في سعيه النهوض لوقف هذه المظلمة، التي وجد نفسه فيها، والمحصلة أن كل منا يتبنى أزمته الخاصة به. لا معنى للسياسة الراهنة إلا هذا المعنى، الذي لا يشي بأي أملٍ، في تغير قواعد اللعبة السياسية هنا، والساسة هنا لا يجيدون سوى النصيحة، والساسة "الناصحون" ينتمون الى فرق مختلفة متخالفة، وكل فريق أتخذ لنفسه قوةً، تدعم خطابه السياسي بإزاء فريق آخر، والأتباع وقود ماكنة القوة هذه! الساسة"الناصحون" ينصحوننا بتغيير عيوننا! بانتظار تغير قواعد الصراعات الدولية والإقليمية، الدائرة على تخوم وطننا وعلى أرضه، وهم لا يعملون بل لا يقدرون على تغيير الواقع، الذي هو ليس إلا ملابس متهرئة وأطمار بالية. إنهم يريدوننا أن نرى تلك الملابس الرثة؛ حللا جديدة بألوان زاهية، تماما مثل ما يُدعى عاشق، لأن يشم عبق الزهور في غابة محترقة! فيضعوننا أمام خيارات "أكسباير"منتهية الصلاحية... الساسة هنا يعتمدون طقوس ما بعد 9/4/2003، منتشين بخطابات جوفاء، مفتوحة دوما على جماعات تتبع كل منهم، جماعات تخاف بعضها بعض، يدفعها ذلك الخوف لأن تتمنى فناء غيرها، وتسعى لذلك بكل قوة، وبما يمنحها زعمائها وقادتها وشيوخها من مبررات، ومع ذلك تحلم بالعدالة والمساواة، في وطن حملوا معاولهم لهدمه! الناس هنا رهائن نزاع دائم؛ على سلطات مرتهنة لدى ساسة نخاسين..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك