قاسم العبودي
لماذا حظ العراق هكذا ؟ من سيء الى أسوء وعلى مر التأريخ .
المتابع للشأن العراقي يرى بوضوح أن بلدا عريقا ، كا العراق خرج عن تأريخه منذ سنين طوال . لا بل غادر تأريخ الأنسانية على عجل . نحن نعلم علم اليقين أن هذا بلد حباه الله بمميزات قد حرمت منها كثير من الشعوب ، أول هذه المميزات هي الخامة البشرية المعطاء . نعم تعتبر الخامة الأنسانية العراقية ، ذات روح لها القابلية على الأبداع بكثير من المجالات الحسية ، لقد كان لتنوع النوع الأنساني في العراق ، أعطى زخما فكريا متنوعا أيضا ، لذا نرى الأبداع ديدن كثير من العراقيين الذين خطوا للبشرية علومها وآدابها وفنونها على مر التأريخ .
أذن السؤال هنا ، لماذا الآن نحن فاشلون ؟ وما هي أسباب ذلك الفشل ؟
أعتقد أنه سؤال صعب جدا . فأن وضع الأصبع على الجرح الغائر مؤلم جدا . معناه تحمل الخسارة والألم بوقت واحد . لكل مجتمع من مجتمعات الدنيا هنالك الصالح والطالح ، ويبدوا أننا كعراقيين لم نأخذ فرصتنا بعد بأدارة الدولة العراقية بيد الصالحين من القوم . كنا سابقا أمة مغلوب على أمرها تتقاذفها الدكتاتوريات المتسلطة على رقاب الناس ، لكن الآن وقد تغير الأمر كثير وعبرنا الى مرحلة الديمقراطية ، فلماذا نحن هكذا ؟
أعتقد أن الأبتعاد المروع عن الله سبحانه وتعالى ، من جهة ، والسير في ركاب الأستكبار من جهة ثانية ، عقد المصلحة العاليا للأمة التي تنتظر الفرج الدنيوي بفارغ الصبر . لقد أنتجت لنا الديمقراطية بعد عام ٢٠٠٣ نوع من القيادات التي توصف بأنها من النوع الذي يقف على التل دائما . علما أن السواد الأعظم من تلك القيادات ، تبدوا وكأنها جائت عبر أختيار الناخب الذي حاول قدر الأمكان أن يمارس الديمقراطية التي وصلته معلبة من خارج الحدود .
أن الجهل المركب عند البعض أوصل الأمور الى أزمة أنسانية قد خدمت المستكبرين ، من حيث يعلمون أو لا يعلمون . أن الأندكاك بأحزاب القوة وأحزاب الشراسة ، والأبتعاد عن الله بحركة دؤوبة ومنظمة قاد البلد الى مزالق ضيقة ، وجعل التدخل الخارجي هو السمة الغالبة التي لا يستطيع البعض مغادرتها .
غابت الروح الوطنية تحت شعارات براقة ، وأصبح أغلب قياديي البلد ، ينادون بالأصلاح ، ويرفعون شعارات محاربة الفساد ، وهم من أسس أساس الفساد الذي طغى في البلاد وأهلك العباد ، نحن نعتقد أن الشعب بحاجة الى أصلاح . نعم يجب أن يصلح الشعب نفسه ، بالعودة الى خالقه ، وتوطين علاقته معه على أساس العبودية الحقة للخالق ، وليس للمخلوق ، وقتها ممن الممكن أن يرى هذا الشعب العريق ( سابقا ) ، سبيل الحق وتحقيق بعض شعارات الأصلاح التي ينادي بها جهارا نهارا .
[ أن فرعون طغى ] ، هكذا وصل النداء ، أن يا بشر تحركوا فأن مصالحكم الدنوية ، والأخروية في خطر محدق .
يجب على الأمة أن تبدأ بمجابهة فريق السارقين الذين حرفوا الكلم عن مواضعه . كان التوجيه ، أن أصلحوا ذات بينكم حتى تكتمل الدورة الأصلاحية
لكن للأسف الشديد ، الكل نادى ، أذهب أنت وربك فقاتلا ، أنا هنا قاعدون .
المشكلة الكبرى تكمن في الحسابات الضيقة التي خاضتها الأمة ، وقد فشلت ، ضيعت طريق الحق ، الذي أفقدها خامتها الأنسانية النبيلة ، وقد أستثمر السراق هذه المفسدة فنتصروا ، لكن أعتقد أن هذا الأنتصار مرحلي ، وستعود الأمور الى نصابها الطبيعي ، أن ألتحقت الأمة بركاب المصلح الحقيقي بأن تغير النداء ...أنا معك ذاهبون .
https://telegram.me/buratha