محمد علي السلطاني
حب الاوطان من الايمان، بغض النظر عن صحة الحديث او عدمة، رواية وسندأ ، فذلك مردة لذوي الشأن والاختصاص، فهم اهل النفي والاثبات في ذلك، الا ان هذا القول بلغ من الشهرة والتداول حدأ كبيرأ ، فما ان تذكر المقطع الاول منه، حتى يتمم لك الحاضرون على اختلاف وعيهم وثقافاتهم تتمة الحديث، فبات ذلك مترسخأ في اذهان العباد جيلأ بعد جيل، ونتجت من فهمة عقيدة اقترن بها الايمان بحب الوطن...!
حتى امسى ذلك الحب، حبأ مقدسأ، يثاب عليه المرئ بأعلى الدرجات في الدنيا والاخره، ويصل في بعض الظروف حد الواجب والتكليف الشرعي، كفائيأ كان ام عيني.
وهنا تسائل يثور، اي صنف من الايمان ذلك الذي اقترن به حب الوطن؟
فلا الايمان بفكرة قومية لحب الوطن تقود الى هذه النتيجة، التي تربط حب الوطن بالمعاد وتدخلة في صلب نسيجها الفكري، لتجعله بدرجة الواجب والتكليف الذي لايعذر من تخلف عنه دون سبب ، ولا يمكننا ايضأ ان نفهم الايمان بأنه ذلك الايمان الغريزي في دفاع المخلوقات عن اماكن عيشها، ولا غير ذلك
انه فقط ذلك الايمان الذي تحدثت
عنه عقيدة الجهاد، وترجمته سواعد المجاهدين ، وانفردت في تقدمية المنظومة القيمية الاسلامية بشكل عام والشيعية على وجه الخصوص، اذ جعلت من الجهاد فرعأ من فروع الدين ، (...ومن قتل دون ارضه فهو شهيد)، حديث نبوي شريف، وجعلت من حب الوطن والدفاع عنه عقيدة دينة، ولايخفى ماتمتلكة العقيدة من قوة ذاتية تقهر المستحيل،
فلم يخلو زمان الا ورفع هذا الفيتو بوجه الغزاة والطامعين، وقد ترجمت الساحة العراقية هذه العقيدة مرات لاتعد على مر الدهور والسنين، وتنعم اهل العراق ببركتها اكثر من غيرهم، فبها صانت الارض والمقدسات، وبها حفظت الاعراض ابان اجتياح الغزاة وسقوط الارض بأيديهم، عندها صدحت حنجرة الحق من صحن ابا الشهداء حي على الجهاد حي على حب الوطن، ( الا ومن يقتل منهم فأنه يكون شهيدا )
فنبرى المجاهدون زرافاتأ ووحدانأ ليلبو ذلك النداء، في يومأ يشهده التاريخ يومأ كادت تشق الاموات فيه قبورها، وتهب بأكفانها لتلبية النداء، وكأن صورأ قد نفخ في ارض الرافدين ، انها عقيدة حب الوطن، التي حل فرض التعبد بها في
ذلك اليوم ، فهل من مبارز.
الا انه وللأسف الشديد، تمر الثقافة الاجتماعية في بلدنا اليوم بأزمة حقيقية، تتمثل بالفهم المشوه والمعكوس للمفاهيم بأساليب بعيدة عن المنطق والوجدان ، وترى لهذه الثقافة رواجأ ومقبولية وتأثير لم يقتصر على محدودي الثقافة، اليوم اصبح طبيعيأ ان يتقبل المجتمع الموظف الفاسد الذي اثرى بطرق غير مشروعة من منصبه ويوصف بالشجاعة لأنة استفاد من موقعه ! فتراه موقرأ ومكرمأ بين الناس، من غير ازدراء او سخط اجتماعي، وجميعنا يستحضر شواهد في ذهنه اكثر من ان تحصى، وهكذا ينظر الى الفساد اصلاح..!
وبطبيعة الحال، وفي خضم هذه الفوضى والتشوية الممنهج والمدعوم في فهم الحقائق وتسويق المفاهيم، الذي وجد له سوقأ رائجأ في مجتمعنا، نال من قدم حياته و اوصاله وماله، عربونأ لحب الوطن مانال من اكاذيب وتهم تصل حد التخوين !
تاره ذيولأ وتارة عملاء وهلم جره من اكاذيب مانفكت افواه النفاق من الصاقها، تلك الافواه التي ماعرفت غير الكذب منطقأ وحديثا، وهي تصدع رؤوسنا ببهتانها ونفاقها، في الوقت الذي تتلذذ به بالعيش على فتات موائد الغرب بأسم المدينة المزيفة،
اليوم حري بالشرفاء والمنصفين من ابناء البلد، ان يعرو هذا الزيف، وان يكشفو للمجتمع حقيقية هذه الاقلام المأجورة التي تريد النيل من انتصاراتهم وعزيمتهم، وتشوه تاريخهم لصالح اجندات خارجية معروفة .
(وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا)
https://telegram.me/buratha