حيدر الطائي
ياسيد الحنانة أرجو أن تتقبل مني هذه الأسطر التي سأسرد فيها أمورًا عامة وخاصة تخص تياركم(التيار الصدري)
والقاعدة الجماهيرية التي انبثقت منه. هذا التيار الذي اتخذ من مرجعية السيد محمد صادق الصدر رضوان الله تعالى عليه. زعيمًا روحيًا ودينيًا وشعبيًا له. ودانت الجماهير الشعبية الصدرية به أيضًا. وبايعت سماحتكم بعد السيد الوالد زعيمًا روحيًا لهم في الوقت الحاضر. ومر هذا التيار بمخاضات تأريخية وشعبية وأنت ياسيد الحنانة عليمٌ خبيرٌ بها ولا نريد الرجوع إلى الماضي
ياسيد الحنانة تياركم يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة وواسعة وهو تيارٌ شعبوي وغير مؤسَس ومنضبط بمؤسسسات شعبية مسيطرة عليه على الصعيد الفردي والسلوكي والجماهيري
فلهذا نرى به الجاهل والعالم والمعتدل والمتطرف والراديكالي
والتجديدي والصالح والطالح والمحسن والمسييء
وهو سهل الإختراق من الداخل والخارج
لكن خلال مراقبتنا وبحثنا في مبادئ وأصول الحركات والأحزاب والتيارات الدينية والسياسية العراقية
وبحثنا في أصول ودقائق تياركم وفتشنا في سلوكيات الجماهير الصدرية خرجنا بعدة نقاط سلبية منها وايجابية
وأما السلبيةِ منها فهي
أولا. تمتاز الغالبية العظمى من الفئات الصدرية وخاصةً الفقيرة منها والغير متعلمة على المستوى الديني والثقافي
بسلوك متزمت منفر وبتطرف في بعض المواقف
السياسية والدينية المواقف. والشتم والسب والتسفيه لمن يختلف معها في الرأي والفكر والموقف.
ثانيا. الطعن في الأعراض للفئات المجتمعية الأخرى الغير منتمية إلى تياركم. حيث نرى الفحش في الكلام والخوض في الأعراض لمن ينتقد سماحتكم ولو بشق كلمة سواءٌ كان الانتقاد مقبلولا أو لا. وهذه الظاهرة منتشرة للأسف في الأعم الأغلب داخل القاعدة الجماهيرية ويكون الطعن على الصعيد الفردي العامي أو الفردي الأكاديمي والنخبوي ولهذا تتكون نظرة سلبية تجاه هذا التيار وزعيمه الروحي والأغرب من ذلك لانرى توجيها أو مبادرة لمنع هذه الظاهرة من سماحتكم.
ثالثا. من الظواهر الأخرى التي تمتاز بها القواعد الشعبية الصدرية هي الخوض والطعن في المؤسسة الدينية(الشيعية)
الرسمية المتمثلة بالسيد السيستاني حفظه الله وباقي مراجع ومجتهدوا النجف. حيث نرى تهوينًا وتنكيلاً وأنواع الكلام الفاحش والطعن في الأعراض أحيانا بمقام المرجع الأعلى واتهامه أحيانًا بالعمالة واتهامه بالأصل الفارسي والاستخفاف بالعلماء وتجريح كرامتهم داخل المجتمع
وهذه الظاهرة في غاية الأهمية وهي محل ابتلاء الكثيرين من هذه الفئات المجتمعية وهذه الظاهرة السلبية تُحسب
عليكم سيدنا.وهناك بعض العمائم داخل التيار الصدري تُعبأ الجماهير الصدرية على ذلك. فيجب إتخاذ موقفٌ صارم وحازم للقضاء على الظاهرة هذه.
رابعا: من الظواهر الأخرى التي تمتاز بها القواعد الشعبية الصدرية هي إتهام أصناف من الناس بالعمالة والتبعية الخارجية للدول وإطلاق لفضة(الذيل) عليهم والعلة من هذه التسمية هي تهوينهم والنيل من كراماتهم والتقليل من شأنهم
وتسفيههم داخل المجتمع والتسقيط بهم. فإن الذي يتبع الولاء لأي دولة خارجية كانت يجب أن يتم التصدي له بالحجة والمنطق العقليين لابلغة التسفيه والسب.
خامسا: من الظواهر الموجودة داخل الجماهير الصدرية الكريمة وهي ظاهرة التقديس الأعمى لسماحة الولي الطاهر قدس سره . ولسماحتكم أيضا حيثُ نرى تقديسًا بطابع التجهيل وإطلاق صفة القداسة لأي موقف وسَكَنة وحركة لسماحتكم
وللأسف فإن هذه الظاهرة فائقة جدًا وقد تصل أحيانا إلى تشبيه سماحتكم بأحدالأنبياء أو الأئمة المعصومين والصاق آيات قرآنية مخاطبة لانبياء وجعل وتشبيه إسمك فيها بحيث تكون بمنزلة العصمة وهذا ياسيد الحنانة أمرٌ خطير ويزعجك اكيدًا وهو تصرفٌ ينم عن الضحالة العقلية لمستخديمها وتكون أداة توظيف لأعداء المذهب والتشنيع بها علينا أن صح التعبير.
وأما الإيجابية منها
أولا. وجود نخب ثقافية وفكرية معتدلة وسطية تنويرية
شبابية وغير شبابية داخل التيار الصدري وقواعده تؤمن بلغة الحب والسلام واحترام وجهات نظر الآخرين. وهي محل إحترام واعتزاز العراقيين. لكن للأسف هم أقلية ومغلوبة ومؤمنة بالنهج الوحدوي في كل المناحي الوطنية والدينية
وبأستطاعتكم ياسيد الحنانة أحداث ثورة داخل التيار الصدري وقواعده الشعبية وفتح مدارس خاصة وتعبأت هذه الجماهير فيها. وتعليمهم على حب الاعتدال واحترام الآخرين واحترام الرموز الدينية الأخرى وتوقيرهم واصقال الشباب العامي الصدري بالعلم والمعرفة والثقافة والوعي وجعلهم نموذج سامي وإطلاق مبادرات للتعايش والتلاحم بين القواعد الشعبية الصدرية والقواعد الشعبية الأخرى وإحلال روح التسامح والتعاون وإطلاق مبادرات فكرية ومؤتمرات وندوات وحدوية وجعل كل فرد صدري مثقف نخبوي معرفي عالم تنويري وضليع في كل مناحي الحياة. وانتشال أمية الجهل والتخلف والخرافة واحلالها بنور العلم والإبداع والمعرفة والثقافة. وتكون الأولوية في قيادة وزعامة هذه الثورة الداخلية داخل التيار هي للنخب الثقافية الصدرية ولعمري ياسيد الحنانة إذا تم الأخذ بهذه المباردة
فإن هذا التيار سيكون بصمة مباركة ومحببة عند كل العراقيين. ولاسيما إذا كان الشباب الصدري يطلق مبادرات خدمية على شكل منظمات المجتمع المدني وغيرها. على المستوى الفردي والجماعي وبمبادرة من سماحتكم فإن الأمر سيكون عظيمًا ويكون عراقًا مزدهر.
هذه رسالتي لكم ياسيد الحنانة وهي والله خالصة لوجه الله ولاتحمل نوايا داخلية وخارجية ولاتحمل توجهات حزبية من هنا وهناك ولاتحمل غلاً وحقدًا وتشفي واستهزاء بسماحتكم ولاباخواننا الصدريين. بل هي في قلب وعلى لسان كل عراقي شريف غيور
فهما يكن فنحن إخوة في الوطن والإسلام والمذهب والسلام..
https://telegram.me/buratha
