محمد علي السلطاني
عندما نريد ان نتحدث او نصف سماحة السيد السيستاني (دام ظله) ، فأن علينا ان نتحدث عن أمة في رجل، هكذا ينظر الغرب والاميركان لهذا الرجال العظيم، جاء ذلك الحديث على لسان بول بريمر الحاكم المدني لسلطة الاحتلال، ابان احتلال العراق في العام 2003،
في الواقع هذا الوصف الدقيق لم يكن وصفأ مجازيأ جاء من محض الصدفة ، انه النعت الذي تمخض بعيد دراسة وتمحيص لهذه المؤسسة العريقة وهذا الرجال العظيم، وعلى كل حال، وان كان ذلك الوصف يشكل شهادة واعترافأ منقطع النظير لهذا المقام العظيم، الا انه لا يشكل شئ جديدأ او اضافة نوعية لأبناء هذه المؤسسة ومن خبر زعمائها واهل العلم والفضل فيها ، اذ كلنا يعلم ماللنيابة من مكان ومنزل رفيع، وكيف اشار اليهم صاحب الامر عجل الله تعالى فرجة الشريف بالحديث (واما الحوادث الواقعة، فارجعو فيها الى رواة حديثنا، فأنا حجة الله عليهم، وهم حجتي عليكم ....... )،
ومع هذا او ذاك، الا اننا نقف امام حقيقية اسلامية، وامام ظاهرة انفرد فيها المذهب الشيعي دون غيره من مذاهب المسلمين، عرفت بالاجتهاد وما نتج عنه من قابليه مرنه في احتواء وتطويع المتغيرات، وتوجيه بوصلة الامة في المنعطفات المصيرية الحرجة وفق رؤية شرعية تستوعب الاحداث.
وقد لعبت مرجعية الامام السيستاني( دام ظله)، دورأ رائدأ في هذا المضمار، فكان حقأ الامام والقائد الذي حفظ وجود الامة،وافشال مخططات الاعداء لتقسيم العراق و تدمير المنطقه، بل وادخال دول العالم بحروب وصراعات لاتبقي ولاتذر، تبدأ من العراق ولا نعلم حدود نهايتها .
لقد راقبت المرجعية الاحداث الخطيرة والمتسارعه التي مرت بها البلاد عن كثب ، وكيف تهاوت مدنه بيد الارهاب مدينة تلو اخرى، وكيف انهار الجيش والاجهزة الامنية بوتيرة متسارعة ، حتى باتت العاصمة قاب قوسين او ادنى من السقوط بيد الارهاب، واصبح العراق برمتة على شفير جهنم المؤامره الصهيواميركي، حينها اطلقت المرجعية كلمتها الحق، كلمة ملؤها الحكمة والقوة والبصيرة الثاقبه، كيف لا وقد قال عز من قائل في حديثه القدسي ( ... العبد يتقرب الي بالنوافل، حتى اكون عينه التي يبصر بها واذنه التي يسمع بها، ويده التي يبطش بها....)، فكانت الفتوى المعجزه في الزمان والمكان المناسبين ، تلك الفتوى التي اصابت مخطط الاعداء في مقتل،وادخلتهم في صدمة وذهول فكانت كالموت الذي يحل من غير ميعاد.
وما ان شحذت الصيحة الهمم، واعادت الوعي الى اذهان الامة، وايقضت شجعانها، حتى هب لها الشعب عن بكرة ابيه بكل طوائفه واعراقه ، رجال ونساء كهول وشباب ، فكانت الاستجابةالواسعة معجزة اخرى من معاجز السيد العظيم،
فاي كلمة تلك التي جعلت العراقيون يتسابقون فيها الى المنية غير مبالين ! واي كلمة تلك التي زلزلت الارض تحت اقدام الغاصبين وانبرى لها الملايين !
انها كلمة المرجعية وما ادراك ، صوت الحق والعدل والانصاف.
في تلك الظروف العصيبة التي مر بها المجاهدون والمتطوعون، وهم يواجهون اشرس عدو عرفته البشرية، عدو تجهز بعقيدة فاسدة، وبتسليح اشرفت عليه الصهيونية، حينها لم يقف مع العراق في محنته احد من اشقائه العرب بل كانو يرسلون له الموت الزعاف بمفخخاتهم وباجسادهم العفنة التي حرقت كل شئ، فكانو هم السكين التي تحز رقاب أبنائه ليل نهار.
حينها وقف الجميع متفرجأ، ينظر الى العراقيين كيف يجزرون كالأضاحي، في يوم عز فيه الناصر والمعين، اذ لا ذخيرة ولاسلاح يتسلح به المجاهدين سوى الايمان والعقيدة، والارهاب ينتشر في ربوع الوطن انتشار النار بالهشيم،
في ذلك الظرف والتاريخ يشهد، ويسجل في صفحاته كيف وقفت الجارة ايران حكومتأ وشعبأ مع العراق الجريح في محنته ، فلم ينسى ذلك الموقف الذي فتحت فيه ايران اكداس ذخيرتها على مصراعيها للعراقيين، تمدهم ليل نهار بما تتطلبه المعركة وبما يضمن الانتصار، ولم يقتصر الامر على الذخيرة والعتاد، بل تعدى ذلك حتى ملئت السواتر بمئات القادة والخبراء والمستشارين ، يقدمون المشورة والخبرة والارشاد في مشهد عظيم قل نظيره، حينها اختلط الدم مع الدم دفاعأ عن ارض المقدسات، وزف ابناء الجارة الى اهلهم شهيدأ تلو شهيد من خيرة القادة والمجاهدي الابطال ، فكان نعم الموقف الشجاع.
اذن فأن قدر وان نشبه نصرنا العراقي الكبير بهرم هندسي، فما يكون الا ذلك المثلث الذي تتربع على رأسه الفتوى، ويتكئ على الاستجابة ومعونة الجوار.
https://telegram.me/buratha