باقر الجبوري
سبحان مغير الاحوال؛ فمن كان البارحة يصف عبد المهدي بصاحب المواقف الضعيفة والهزيلة أمام سرقات البرزاني الذي لم يسلم المركز واردات النفط التي حصل عليها الاقليم من النفط المصدر رغم استلامهم كامل حصتهم من الموازنة الاتحادية مضافا اليها كميات النفط الهائلة التي تسرق وتصدر باسم العائلة الحاكمة في الاقليم وحديثهم عن سكوت عبد المهدي عنها وكل تلك الحكايات.
عاد اليوم ليمجد بمن شارك في أحتفالية ترديد قسم رئاسة حكومة البرزانية في أقليم كردستان ( الانفصالي ) .!
ومن لم يسكت البارحة عن الحديث عن ضعف عبد المهدي أتانا اليوم ليحدثنا عن الموقف البطولي لمن أعطى بزيارته ومشاركته بالاحتفالية بشرعية للاقليم للانفصالي او بما نسميه عرفا (( سچينة الخاصرة )).!
فيكتبون نيابة عنه ( وصل فلان فقال والتقى وأثبت ونجح )
ويتجاهلون الحقيقة المرة التي يصعب عليهم هم انفسهم تجرعها او قبولها هي ان من شارك في تلك الاحتفالية كان مشاركا في جريمة تمزيق العراق ومشاركا في أذلال الحكومة امام فساد وخيانة وعمالة البرزاني وعائتله وحزبه
الاحتفالية ولست القائل كانت كما وصفها أغلب المحللين والسياسين في الداخل والخارج بانها أعلان مصغر عن قيام حكومة كردستان الانفصالية والتأكيد على أستمرار البرزاني بالسير بمشروع الانفصال
أعلم ... فقد يقول البعض عني أنني لا أفهم في السياسة ! نعم ولكن بربكم اخبروني ! هل كان الاكراد بحاجة لدعوة 200 شخصية عراقية وعربية وعالمية لهذه الاحتفالية وكانها حفلة تتويج ملكة ابريطانيا؟!
وهل كل أقاليم العالم التي تتمتع بالحكم الفدرالي تقوم بمراسم ترديد قسم لحكوماتها كالتي اقيمت في اقليم كردستان العراق؟!
ثم اخبروني بربكم هل من المنطق ان يجلس المطلوب الاول للحكومة الاتحادية في جريمة الاستفتاء الانفصالي وفي جرائم المصادمات مع الجيش العراقي على اعتاب كركوك واربيل وحدود الموصل كوسرت رسول قرب رئيس مجلس القضاء الاعلى ؟!!!
كانت رسائلهم في هذا الاحتفال كثيرة وللاسف تعسر فهمها على البعض بسبب الصنمية ومرت للاسف مرور الكرام وهم في خنوع وذلة بانتظار ان يتنزل عليهم القران ممن يعبدون فيتخذوه عذرا لهم أمام انفسهم قبل غيرهم وتأويلا شافيا ليرضوا به عقدهم النفسية أمام آراء الاخرين.
فاخبروني بربكم ؟ لماذا تعمدت السعودية ارسال سفيرها السابق في العراق (( السبهان )) وهو الذي كان داعما للارهاب في العراق وكذلك الداعم الاول لمشروع الانفصال الكردي في العراق؟!
(( السبهان وما ادراك مالسبهان )) فأين كان الحاضرين منه؟!
نعم ... سيمر وجوده بالاحتفالية مرور الكرام، مع ان ما خفي علينا كان اعظم، وستسير القافلة وكأن شيئا لم يكن، متجاهلين ما حدث من الافلام المفبركة حول عدم موافقة تركيا على عزف النشيد الوطني الكردي ليكون حجة لهم بالغاء عزف النشيد الوطني العراقي ولا ادري فما الرابط بينهما وما القياس بينهما ليقترن نشيد الوطن بنشيد الاقليم ؟!
وسيتجاهلون كذلك ما حدث من احداث وسط شوارع اربيل بتمزيق الاعلام العراقية ووطئها بالاقدام ثم حرقها مع ما تحمل من أسم مقدس ورمزية وطنية، وسيتجاهلون الاحداث الاخيرة في كركوك والانفجارات التي حدثت فيها وما تبعها من اعلان كردي للعودة الى كركوك لضمان امن الاكراد فيها مع ان كل التسريبات الامنية تشير الى تواطيء كردي في تلك الانفجارات وان السيارات التي قامت بنقل العبوات الناسفة التي انفجرت في المحافظة قد جائت من الاقليم وعادت اليه بعد انجاز المهمة بنجاح
أعتقد ان البعض سيدس رأسه في التراب حتى تذهب العجاجة واللجاجة او انه سيكتب عن موجة الحر القادمة من البحر المتوسط وعلاقة الحرس الثوري بها او قد يتحفنا بالكتابة عن برشلونة او الريال باعتبار ان تشجيع الفرق غير الوطنية لايعتبر ذيولية في الشرع الفقهي الديني أو السياسي أو الرياضي.
ثم ليعودوا بعد ان تهدأء العاصفة لرفع قميص (( عثمان )) والكتابة من جديد عن ضعف ادارة عبد المهدي مع الاقليم والبرزاني وسرقة النفط ورواتب موظفي الاقليم وكانهم يدورون في حلقة مفرغة
نعود لنتسائل ... ماذا لو كان عبد المهدي هو من ذهب للمشاركة بالاحتفالية؟!
بصراحة اجيبكم انهم كانوا سيعلقون مشنقته في ساحة التحرير ولكانوا سيعدمونه ولو كان ابن رسول الله!
للاسف ... انها الحكاية التي لاتنتهي
https://telegram.me/buratha