المقالات

من يحرق من ؟؟

1501 2019-06-15

قاسم العبودي

 

تتـصاعـد الأحداث متسارعة , وعلى طريقة أفـلام الأكـشـن الأمريكـية , يشتعل الخـليج بأحـداث تبدوا لأكثر المتابعين بأنها متسلسلة ومحكمة جدا .

عنـدما يـكـون الأقـتصاد العـالمي يســير وفـق السيـاسـة , فــأن الأمـور تكـون مرهونه بــــأداء تـلك السـياســات وتسـير وفــق منـظـورها السـتراتيــجي . تـم تفـجـير  ناقلـتـين للـنفــط فـي خلـيـج عــمان وكانت تلك الناقـلتان تحمل شحنات النفـط العالمـي , مما يعنـي أحراقـها المسـاس بقـطاع الطاقــة الدولي , وهذا ما تبحث عنه أمريكا .

لا بل فرحت به كثيرا وهذا ما تمنـته . نحن نعلم جيدا أن الحصار الأقتصادي المفروض على الجمهورية الأسلامية , هو حـصار أحادي الجـانب . لذا نتوقع بأن حكـومة الولايات المتـــحدة ستــذهب بعيـــدا  في هذا الأمر لتدويل القضية , علها تنـتصر بأخـراج قرار أمـمي بفــرض حصـار دولي عـلى الجمــهورية الأسلامية الأيرانية .

السـؤال الذي يطرح نفسه وبقوة .. من الذي فجر الناقلتين ؟؟ وما المقصود من هذا التفـجير ؟؟ ولماذا في الوقت تحديدا ؟؟

حتى نـعرف من المستـفيد من حرق الناقـلات  يجـب المرور ولو بشكل سـريع على معـطيات الوضع السياسي الذي يخيم على منطـقة الخليج . هناك تشنجح واضح , ونـذر حرب تلوح في الأفق , والجميع يترقب بحذر شديد . فأن بعض دول منطـقة الخليج تتمـنى أن تقـوم الحرب على عجاـلة وذلك لأســـــباب الكل يعرفها .

حكــومة الولايات المتـحدة تورطوا في عمــلية الخـروج المتسرع من الأتفاـق النووي الذي دفعت السعودية ثمن هذا الخروج الغير موفق , لذالك شعروا بأنهم في حال توجيه ضربة عسكرية للجمهورية الأسلامية , قد تفقدهم زعامة العالم التي يدعونها .

فأيران ليسـت العـراق أيــام الدكتاـتورية الصداميـة . أيـران بلـد منــظم تنظـيما دقــيقا وذو أمكـانات عسكرية ضخمة . وعليه فأن حفـظ ماء الوجه أوجب علـى حكومة ترامب , أن تستعرض قواها العسـكرية أمام العـالم بأي شـكل كان . فلا نستبـعد أن تكون أمريكا أو أذرعها  وراء حرق الناقلات للأسباب التالية :

أولا أن التهمة جـاهزة , والمتـهم موجود .ثانــيا , هـم بحاـجة الى فوضـى عالمـية كي تختـلط الأوراق , وتتعدد الأسباب . لكن توقيت العملية أظهر جليا غباء من خطط لها في هذا الوقت بالذات . لأن البواخر كـن من ضمنها يابانية . وكان رئيس الوزراء اليـاباني في زيارة لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن فليس من المعقول أن تقوم الجمـهورية الأسلامية الأيرانية بحرق الناقلات , أقلها أحتراما للضـيف الياباني الذي أنبهر جدا بفكر القائد الخامنائي . وهدوئه وصفاء تفكيره , وخصوصا بعد أن رفض السيد الخامنائي أستلام رسائل ترامب .

لقد صفع السيد الخامنائي ترامب صفعة أفقدته توازنه أمام العالم بعدم أستلام رسالته التي بعثها بيد رئيس وزراء اليابان . فلا نعتقد أن القيادة الأيرانية بحاجة لهكذا عملية عسكرية في الخليج وبهذا الوقت تحديدا . كل الدلائل تشير وبوضوح جلي أن مراهقي الخليج وأموالهم السحت هي من دفعت لهذه العملية الصبيانية التي لم تنطلي حتى على أعداء أيران .

فقـد راهنت السـعودية وأسرائـيل ودولة الأمـارات على الرهــاـن العســـكري الأمريكي , من أجل ضرب الجمهورية الأسلامية , وأفشـال قوتها في منطقة الخليج . وبالتالي فأن عملية عسكرية بهذا النوع , كفيـــلة بأن تنسـف جمـيع الجــهود والوساطات لـدرء الحـرب المحـتملة . في سيـاق ما تقـدم نعـتقـد أن حكومة ترامب ستساق مكرهه الى أحتمال ضربة عسكرية محدودة تجاه ايران قد توصف بأنها( تأديـبية ) . أنا على مستـوى شخصي أتـمنى ذلـك حتى كـلا يعـرف حـجـمه الحقيقي عندما يرد أبطال الجمهورية الأسلامية الأيرانية الصاع صاعيـن ولهم الحق كل الحق في ذلك . 

بقيت نقطة أخيرة , أن تحميل أيران مسؤولية الهجوم يعني أن أيران قادرة على الوصول الى أهدافها رغم المراقبة الشديدة لعموم الخليج مما يبعث رسائل أزعاج الى كل مطبلي الحرب . فلا أعتقد أن أمريكا سترضى أن تكون بهكذا حجم أغبى من الغباء نفسه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك