غازي العدواني
* بما أني ليس محللا سياسيا وانما قاريء ومراقب لما يحدث
من حُمى حرب قد تندلع في وقت ما بين إيران الاسلامية النووية القوية التي اثبتت حضورها عبر سياسة ذكية محسوبة النتائج والتوقع من خلال سياستها الخارجية وتأثيرها في ميزان القوى وامتداد حسن ادارة علاقتها بالمجتمع الدولي في آسيا وافريقيا وحتى في اوروبا والتي باتت تشكل تهديدا حقيقيا للكيان الصهيوني المسخ المتنكر للتعاليم اليهودية وتوراتها التي تعترف بالشعب الفلسطيني كشريك ارضا وتاريخا وإرثا اسلاميا بقبلته الاولى القدس الشريف عاصمةً له..
إلا أننا يجب ان نعترف أن الصهيونية العالمية المتمثلة بالماسونية عبر مئة سنة مضت عملت بجد وجهد على تكريس واقع التجزئة لتفكيك الوطن العربي ارضا وشعبا وتكريس واقع الاحتلال لفلسطين ومصادرة حقه في ارضه والعودة إليها..
وقد عملت الصهيونية على كسب ود بعض اعراب الجزيرة الممتدة جذورهم الى بني صهيون ومنهم بنو سلول (آل سعود) الذين استخدموا اموال الحج والنفط لشراء ذمم بعض القادة والملوك العرب سراً واليوم اصبح تعاونهم علناً دون إستحياء او شعور بالعار ووقوفهم الى جانب بني صهيون ضد القضية المركزية وأس الصراع (فلسطين العربية الاسلامية المحتلة)..
وقد تطور الصراع العربي الصهيوني متخذاً أشكالا عدة في ترويض اغلب الانظمة العربية علمانية وإسلامية بانتهاج سياسة الامر الواقع وإشاعة الخراب في شباب الامة وإبعاده عن القضية الفلسطينية واهمالها وانها اصبحت من الماضي ويجب إسدال الستار عليها ضمن(صفقة القرن) التي تنص على ترحيل الشعب الفلسطيني ما بين مصر والاردن والتي يمهد لها مؤتمر البحرين الآن..
إلا ان وقوف جمهورية إيران الاسلامية بوجه المخططات الصهيوامريكية وإفشال اغلبها جعل منها هدفا للسياسة الاسرائيلية والامريكية خصوصا بعد اصبحت قوة نووية
معترف بها ومهابة الجانب..
لذلك لا نستغرب من محاولات التأثير على النظام الايراني بافشال الاتفاق الننوي وانسحاب امريكا من معاهدة الانتشار الننوي الذي يعد خرقا للمواثيق الدولية ووكالة الطاقة النووية، بغية الضغط على إيران لاعادة صياغة جديدة للاتفاق الننوي الذي رفضته إيران الاسلامية مما اثار غضب إسرائيل وامريكا، وسعيهم لتوجيه ضربة عسكرية لايران التي جوبهت بالرفض من قبل بعض دول اوروبا والعالم كونها تهدد السلم العالمي وتنذر بحرب عالمية جديدة وعدم معرفة قدرة إيران اذا ما ردت على الهجوم وما سيصيب المصالح الامريكية والاسرائيلية في المنطقة والعالم..
* إن ميزان القوى في العالم اليوم متباين لوجود قوتين عظيمتين هما (الصين وروسيا) وربما إيران من جهة وكوريا الجنوبية واليابان من جهة اخرى والتي هي من جانب آخر قوى اقتصادية لها تأثيرها على الغذاء العالمي وامدادات الطاقة التي ستكون لها الغلبة اذا ما هاجمت أمريكا إيران لانه سيكون انتحار لها وربما الفناء للكيان الصهيوني...
* لهذا كله بدأت امريكا وبتحريض من الصهيونية العالمية بافتعال ازمة هنا وهناك إخرها كان ضرب ناقلات النفط النرويجية واليابانية في بحر عُمان الذي من المرجح قام به ضباط كبار إيرانيين هربوا قبل مدة بعد ان اشترت ذممهم المخابرات الامريكية والموساد الصهيوني لتوجيه الاتهام لايران تمهيدا لضربها ضربة خاطفة ..
* إن إيران الاسلامية كقوة عسكرية نووية فتية لا احد يعلم ما هو رد فعلها اذا ما تعرضت لضربة قد تكون هي خط البداية لنهاية تحكم امريكا بالعالم ومسح اسرائيل من خارطة العالم..وستبرز قوى واقطاب جديدة تنهي عنجهية(الكاوبوي) الامريكي والقطيع التابع له وذهاب بني صهيون الى قاع البحر غير مأسوف عليهم..
* وان للتاريخ قولة وللظالم جولة وللحق صولة*
https://telegram.me/buratha
