ميثم العطواني
ليس بالغريب ان تعلن طهران تفاصيل جديدة عن الضربة التي وجهتها وزارة الأمن الإيرانية لشبكة تجسس أميركية تضم عددا ملفتا من جواسيس الـ (CIA) المحترفين الذين تلقوا دورات بالغة الدقة في شؤون الشرق الأوسط، وذلك لإن الولايات المتحدة التي تنفق مليارات الدولارات سنويا على وكالة مخابراتها المركزية التي تولي أهمية مطلقة لجمع المعلومات عن الحكومات الأجنبية والشركات المهمة والشخصيات المؤثرة، ومن ثم تحليل المعلومات وتقييمها وتقديمها الى صانعي القرار السياسي الأميركي لإستغلالها في فرض النفوذ والهيمنة والتدخل المباشر في شؤون الدول الأخرى.
المخابرات المركزية الأميركية التي سقط قناعها في عملية مانهاتن رغم الدعم المادي والمعنوي الغير محدود الذي تتلقاه من رئيس الولايات المتحدة شخصيا، لم تكن هذه إلا مفاجأة حادة للرأي العام الأميركي، ولم تكن أيضا إلا حدث يكشف للعالم أسطورة الوهم المسماة بـ (CIA).
إيران في حدث لم يسلط عليه إهتمام الإعلام الدولي وفق تأثيرات أميركية، تعلن عن توجيه أول ضربة دولية لشبكة تجسس سيبرانية أميركية، إذ لم يكن هذا الحدث إلا نصرا يضاف الى إنتصارات طهران على واشنطن خلال الأزمة الأخيرة التي تشهدها المنطقة.
تفاصيل وثائق ومعلومات الجواسيس الأميركيين شملت أنشطة خارج إيران، وهذا جزء من المخطط الخطير الذي اعد للمنطقة، حيث لا تزال الولايات المتحدة مصرة على زج نفسها في كل بقعة من بقاع الأرض بتدخلاتها السياسية والإقتصادية والعسكرية التي تتسبب في خلق الأزمات والحروب، وتسهم في المزيد من الدمار والتشضي.
يبدو أن مع تطور الأجهزة المخابراتية في مختلف دول العالم، قد سقطت مقولة أميركا بإن "ما من فأر يدخل أو يخرج إلا وعلمت به الـ (CIA)"، وما الضربة الإيرانية التي استهدفت شبكة جواسيس أميركية إلا دليل آخر يضاف الى أدلة سابقة.
https://telegram.me/buratha