المقالات

الطائرة اوهن من بيت العنكبوت.


أ محمد كاظم خضير /كاتب وباحث سياسي 

 

إسقاط طائِرة التجسس الأمريكية في إيران : إنّه يَومٌ تاريخيٌّ فِعلاً انتظرناه طَويلاً.. جاء الرَّد قَويًّا مُزَلْزِلاً في الوَقْتْ المُناسِب.. هل نحن أمام مَرحلةِ  جديدة ومُختَلفة من صراع الأمريكي الإيراني ؟ 

إنّه يَومٌ تاريخيٌّ فِعلاً.. الدِّفاعات الجويّة الإيرانية تَردْ، وفي الوَقت المُناسِب، وتُسقِط طائِرة “تجسس الأمريكية ″، دُرّة الغَطرسة الأمريكية ، وأين؟ في أجواء الإيرانية ، 

هذا الرَّد الإيراني لن يَكون لمَرّة واحِدة، وإنّما سيكون عُنوانًا لمَرحلةٍ جديدة ، لانتقال مِحور الصراع من مُعادلة رَدعٍ جديدةٍ فاعِلةٍ مُؤثّرة إلى مَرحلةِ الهُجوم، واستهداف الطائرة ، ورأينا بأَعْيُنِنا إرهاصاته ونتائِجه في حُطام الطَّائِرة. .

الرَّد الإيراني كان مُختَلِفًا هذهِ المرة لانه جاء عسكريا ، لأنّه يَعكِس حُصول تغييرٍ جَذريّ في قواعِد المُعادلة، بِحَيث  انصدمت الإدارة الأمريكية  بالأجواء   مغلقة على مِصراعيها أمام الطَّائِرات الأمريكية في إيران   التي تعتقد  انها  الطيران التجسس تنجوا  كما فعلت في غزو العراق. 

،لا زال ترمب يصر على عدم الدخول بحرب مع إيران بتغريدة:

قد تكون إيران أسقطت الطائرة عن طريق الخطأ. 

وأن يَهرع  رئيسية البرلمان الأمريكية إلى الهاتِف الأحمر مُخاطِبًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طالِبًا، ومُستجديًا، احتواء المَوقف، ومُؤكّدًا له  على  أمريكا  تُجنب الحَربًا

، فهذا يُؤكّد هذا التَّغيير في المُعادلات الذي نَتحدّث عنه، وبِداية فَجرٍ جديد.

إنّها رسالة قويّة واضِحة إلى أمريكا تقول كلماتها أن زمن العَربدة انتهى وإلى غَير رجعة، وأن هذهِ الأُمّة بدأت تَصحى من غَيبوبتها، وتَستعيد كرامتها وعِزّتها بِشَكلٍ مُتسارِع.*

هذهِ المَنظومات الدفاعيّة الإيرانية المُتقدّمة هي بِداية الغَيث،   

الطائرة التجسس فَشِلت في    الهروب من الصواريخ ، وستَفشل في التصدّي لصَواريخ الإيرانية التي ستَنطلق من ضد السفن الأمريكية اذا نشبت الحرب فهذهِ  القوى الأمريكية ومهما تَضخّمت لن تَحمي قواتها ، لأن الإرادة أقوى مِنها، إرادةٌ نابِعةٌ من الجُرح، ولإنهاء مَرحلة الإذلال والهَوان.

هذهِ الصَّواريخ الإيرانية “المُباركة” التي أسقطت طائرة “التجسس الأمريكية المُعتدية، أعادت الاعتبار للأُمّة العربيّة، ورَفعت معنويات الشَّارع العَربيّ المُحبَط، وصَوّبت البُوصلة نَحو العَدو الأمريكي في لَحظةٍ حَرِجة من تاريخ الأُمّة، وأخرست كل إمبراطوريّات التَّضليل والزِّيف الإعلاميّة.

إيران التي صَبرة طويلاً، وكَظَمَ الغَيظ تُجاه الكَثير من الإساءات والشَّماتة، والسُّخرية، ها هو يَنتقِل من مَرحلة الإعداد وبعد الاستعداد واكتمالِ قُدراتِه، وتأمين مُعظم جبهاتِه الداخليّة، إلى مَرحلة الرَّد الاستراتيجي وبِطريقةٍ جديدةٍ مَدروسةٍ ومُختَلِفة. 

كان واضِحًا، ومُنذ أن لجأت القِيادة العسكريّة الإمريكية إلى الطائرات التجسس للتصوير أهداف في العُمق الإيراني ، أن تَحوّلاً دِفاعيًّا بَدأ في إيران بعد   سنواتٍ عِجاف من العقوبات  فجاء الرَّد مُزلْزِلاً،   بإسقاط الطَّائِرات، وكُل نظريات ومُسلّمات الغَطرسة والاستعلاء السَّائِدة.

*

ترامب كان يُحذّر الإيرانيين ، قائِلاً، إيّاكُم أن تختبرونا وجَيشنا، فجاء الرَّد عليه بعَكس هذا السُّؤال، والإجابة عليه في مِيادين القِتال قَويًّا وساحِقًا.

نَكتُب بعاطفيّة لأننا انتظرنا والمَلايين مِثلما هذا اليوم طويلاً.. وبعد أن اكتوينا كثيرًا وتألّمنا من استفزازات أولئك الذين راهنوا على أمريكا ، وانخرطوا في التَّطبيع والتَّحالف معها دون حَياء، وفي وَضَح النَّهار، ومِثلما فشل رِهانهم على هَزيمة المُقاومة أثناء عُدوان تموز (يوليو) عام 2006، ها هو رِهانُهم الجديد على تَمزيق إيران واستسلامِها بالعقوبات يَنهار أيضًا.

إيران تَنهض قَويّةً من وَسط رُكام المُؤامرة ومَعها مِحور المُقاومة وكُل الشُّرفاء في هذهِ الأُمّةِ العَريقة.

” إن جيش الإمريكي اذا كان يخشى ردع الجمهورية الاسلامية في السابق، فإنه بعد ما جرى  سيخشاهُ ضعفين،  وذلك لاعتماد  الجمهورية الاسلامية الايرانية على منظومة جوية قوية  .

أن على "إمريكا أن تفكر الآن في كيفية عمل غطاء جوي للجيش الإمريكي على الأرض، بعد اسقاط الطائرات التجسس ، وتغيّر المعادلة بإمكانية اسقاط الطائرات  الأجنبية ، وهذا يعني أن القوات الجوية التي كانت دائماً تحسم المعارك قد لا تتمكن مستقبلاً من ذلك.

وأتوقع أن يلجأ الجيش الإمريكي إلى تكتيكات عسكرية جديدة بعد الضربة التي تلاقاها سلاحه الجويّ، الذي كان دائم التباهي والتفاخر به.

وأشدد على ضرورة وجود تفاهم مشترك بين مختلف فصائل “محور المقاومة”، لمواجهة العدو بشكل موحّد، مؤكداً في الاطار ذاته على ان يكون الشعب والمقاومة الفلسطينيين رأس حربة ذلك المحور؛ لأنهم أصحاب القضية الأساسيين.

” أن لا تنشبحرب في الوقت القريب، لكنّه  اطب من الجمهورية الاسلامية بأن تُبقي إصبعها على الزناد باستمرار، بحيث يبقى الفلسطينيون ضمن المعادلة الإقليمية.

  أن اي مسائل مذهبية وايديولوجية وحزبية يجب أن لا تُشغل عن الهدف الأول المتمثل بتحرير فلسطين، وإعادة الشعب الفلسطيني إلى وطنه وممتلكاته.

.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك