أحمد لعيبي
ذات مساء وجدت نفسي في كروب لتطبيق الفايبر يضم خمسة اشخاص تحت مسمى جيل الطيبين نلتقي كل شهر في مطعم ليمونة اشهر مطاعم مدينة الصدر على العشاء ويكون دفع الحساب كل شهر على شخص منا نحن الخمسة والحقيقة ان جلستنا اصبحت من طقوس العمر الذي لا يمحى من الذاكرة بسهولة وبالامس كنا في لقاءنا الشهري في المطعم وكان مكتضاً كعادته بالناس ولكن الذي ميز الناس بالامس هو كثرة وجود العجائز الكبيرات في السن من اللواتي لديهن (عصابة وتاتو إلهي اخضر وعوجية ومسك وعنبر)..
جلسنا على طاولة قرب مدخل المطعم بعد ان نشر العامل على الطاولة عشرات الصحون من المقبلات الخضراء والحمراء والصفراء والبيضاء تماما مثل اعلام الكتل والاحزاب ..!!
في هذه الاثناء نزلت عجوز تتكيء على عصا يسندها امرأتان من السلم الخارجي للمطعم وكانت العجوز تتكلم بصوت مسموع بعض الشيئ ويبدو من سياق كلامها ان النسوة اللواتي معها هن ازواج اولادها..
فقالت بلسان شروكي فصيح عند آخر السلم (خايبات شمالجن..طماطه عدجن...بصل عدجن..باينذان عدجن ..روبة تارسة الثلاجة ..تفاح مشمر بالطرمة ..جا ماتسون مثل هاي المغبلات مدري شسمها ..شمالجن يا عوبات ..عايزات ايدين ..رجلين..لو سادات حلوك المكَيرين ولدي عشتوا)!!
خرجت العجوز والابتسامة العرجاء تعلو وجوهنا فلقد استحضرت قول العجوز بلغة اخرى(نفط عدنا ..غاز عدنا..اولياء عدنا ..مرجعية عدنا..انتخابات عدنا..شرعية عدنا ..حنطة وشعير وقصب سكر عدنا....)جا شمالكم يا حظي .لا كهرباء ولا ماء ولا خدمات ولا رفاه للمواطن ولا تفاؤل يلوح بالافق ..
معيب ان تحرق الصناديق ثم تتساقط اجهزة العد والفرز اليدوي بفعل فاعل ..
ماذا تنتظر الحكومة من هذا الاستهتار والعبث بمقدرات وامن الوطن والمواطن...
ثم يظهر لنا مشروع قرار يطالب للسماح بتمديد عمل مجلس النواب وهذا التفاف اخر على الشرعية والديمقراطية واستهزاء بالدستور العراقي وباصوات الناس ودمائهم ..ليس من حق برلمان انتهى ان يمدد لنفسه مدة ورواتب ومكتسبات وربما يدخل البلد بدوامة التمديد وفوضى التداول السلمي للسلطة وهذا انقلاب على الديمقراطية يقوده الفاسدون والمزورون والذين افلسوا في هذه الانتخابات ..
البرلمان الذي فشل كثيرا اتمنى على الشرفاء فيه ان لا يسمحوا بأن يتمادى بفشله بهكذا قرار ولنعطي فرصة للبرلمان القادم وللحكومة القادمة بعيدآ عن فلافل الخاسرين الذين يحاولون حشو بطونهن هذه المدة بعد ان لفظهم الشعب ورماهم خارج قبة البرلمان اذ يعتقد الخاسر ان فلافل التمديد اهون من الجوع بعد ان ضاع طعام ومقبلات ليمونة منهم..
اتمنى ان يكون للشرفاء صوت وللشعب صوت مسموع ومدوي مثل صوت تلك العجوز التي نزلت من السلم الخارجي لمطعم ليمونة....!
https://telegram.me/buratha