المقالات

ورطة المنامةو الموقف المسؤول الثابت. 


 


محمد كاظم خضير /كاتب وباحث سياسي 


قال الحاج باقر الزبيدي في صفحته على الفيس بوك ((الى الذين سيحضرون مؤتمر البحرين لمزاد بيع القدسالى مزبلة التاريخ "وانتم صاغرون" وتظل القدس ومن يحمل لوائها عنوان الكرامة "من يهن يسهل الهوان عليه)) 
بهذا الكلام الذي يعبر عن موقف المجلس الأعلى الاسلامي جدد المجلس الأعلى الاسلامي العراقي تأكيد موقفه على مركزية القضية الفلسطينية ودعمها وإسنادها بكل الوسائل المتاحة للشعب الفلسطيني البطل بمختلف قواه وفصائله في تحرير الأرض والمقدسات وطرد المحتل وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني، وعبرت عن رفضها المطلق لكل الخطوات المشبوهة الداعية للتطبيع مع الكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية ومنع حق العودة وإقامة المؤتمرات والفعاليات لتسويق مشاريع الاحتلال والذل والعار تحت شعار الأمن مقابل الازدهار والمتمثلة في منح الفلسطينيين أراض أخرى بديلة وحوافز اقتصادية مقابل التوقف عن الدفاع عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم ووطنهم.
وقد جاء كلام الحاج باقر الزبيدي ليؤكد الموقف الرافض لمؤتمر المنامة المشبوه الذي يعقد اليوم الثلاثاء حيث تتجمع الشبهات والأشباه من الرجال عربا وصهاينة وأمريكيين في المنامة عاصمة البحرين ، لتدشين أولى الخطوات العملية لصفقة القرن التي يسعى الأمريكيون والصهاينة من خلالها إلى تصفية القضية الفلسطينية وإجبار الفلسطينيين على التنازل عن القدس والمقدسات والتخلي عن حقوقهم في العودة وبناء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس ، مقابل خمسين مليار دولار دفعتها السعودية ودول خليجية أخرى لإنجاز الصفقة!
لم تعد الأرض مقابل السلام هي المعادلة ، ومعادلة الأرض مقابل المال هي خلاصة الصفقة ، ذلك أن مسلسل الانتكاسات المريع لم يتوقف عند حد فما كان قادة العرب ومعاشر الحكام العملاء يتحرجون قوله بات مُقالا ومُعلنا ، وما يتم طرحه اليوم في المنامة هو مشروع تآمري تسعى له الإدارة الأمريكية وبموافقة الحكام العرب وبتمويل بعضهم ، وما تم ترويجه سابقا من أن بعض الأنظمة ترفض المشروع كان في حقيقته اشتراطات في أثمان وعوائد المشروع المالية ، وما انكشف هو أنهم كانوا يحثون الأمريكيين ويستعجلونهم الصفقة!
منذ النكبة وما تبعها من هزات وانتكاسات متوالية بفعل مسلسل الخيانات التي ابتدأت بمشاريع الانكفاء عن المواجهة والتخلي عن السلاح ثم انتهت بالتطبيع العلني والعلاقات المجاهر بها كما نشهده اليوم ، وما يرافق ذلك من تكثيف وتخصيب لوعي التطبيع وما تقوم به الأذرع الصهيوأمريكية من ضخ لمفاهيم وتعريفات محرفة ومنحرفة عن القضية ، تساهم في خلق وعي جمعي مشوه يلغي معادلة الجماهير والشعوب ويهتك حائط الصد المنيع الذي تشكله الشعوب في مسار القضية الفلسطينية سلما وحربا ، وإذا كانت قد برزت ملامح بعض التشوه في عديد من المجتمعات والشعوب ، فإن ما دعا إليه الحاج باقر الزبيدي حول خاصة بالقضية ، وما يجب أيضا تدشينه في مستويات أعلى من أنشطة وفعاليات موحدة للجاليات والملحقيات والسفارات العربية وفق برنامج سنوي هو من أنجع الحلول وأفضلها لإعادة بناء الحائط الذي تتمنى اسرائيل تهتكه.
ووسط حالة التردي والنكوص في مواقف الأنظمة العربية وما آل إليه حال الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وغيرها من الهيئات والمؤسسات المعنية ، وما أفضت إليه حالة الانحدار من وضع هش ومختل شجع الصهاينة وأحلافهم في السعي إلى تصفية القضية ، فإن في طريق الصفقة المشؤومة ما يقابلها لا بالمعايير ذاتها بل بقوة الحق والإرادة ، ولن تقتصر مواجهتها على صعيد أو مسار معين وما ورد في كلام الحاج باقر الزبيدي عملي متكامل لمشروع مواجهة شاملة لا تقتصر على جوانبها العسكرية والسياسية فقط ، بل وتشمل أيضا الجوانب التعليمية والثقافية وغيرها والرامية إلى تجذير الهوة في وعي الأجيال والمجتمعات المختلفة تجاه القضية الفلسطينية وأسس الصراع ومرتكزاته مع العدو الصهيوني.
وقد حمل كلام الصادر عن الحاج باقر الزبيدي ، أبعادا ودلالات مهمة منها ما يؤكد مبدئية المجلس في موقفها المتمسك بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية وجامعة أولا ، وضرورة أن تبقى مرتكزا يوحد المسلمين والعرب جميعا شعوبا وحكومات وحركات وأحزابا ، ومنها ما يضع استراتيجية موحدة للمواجهة السياسية والعسكرية والثقافية مع العدو الصهيوني وكيانه الغاصب ، على أن واقع الاصطفافات المشبوهة التي أريد للعراق سابقا الانخراط فيها وهي تحاول اليوم حشد كل المشبوهات في سبيل تصفية القضية الفلسطينية مكشوف تتمايز عن اصطفاف مقابل ومضاد لها ، وبلادنا ليس لديها دون الموقف الذي أكده شعبنا في نضالاته والمنعطفات التي مر بها سلما وحربا ، وأنها لن تكون إلا رأس حربة في مواجهة الصفقة المشؤومة التي تسعى لها الصهيونية ويسوق لها حشد المأزومين والمهزومين من العرب وغيرهم!

حان الوقت لأن يواجه الجميع أنفسهم بالحقيقة ، وقد تم العمل بمختلف الخيارات وسلوك كل دروب التفاوض وثبت وبالتجربة أن الحل وبشكل قاطع هو في مقاومة فلسطينية أولا وموقف عربي مقاوم ومساند لها ثانيا وما دون ذلك خداع للنفس وهروب من المسؤولية ، ومن هذا المنطلق جاءت الدعوة الى عقيدة عسكرية مقاومة للجيوش العربية وتشكيل وحدات مقاتلة من مختلف البلدان لتحرير فلسطين تتجاوز حالة التشظي والشتات التي نعيشها إلى عمل استراتيجي تكون ركيزته فلسطين وهدفه تحريرها ، والحق منتصر لا محالة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك