المقالات

قوانيننا وشبكة العنكبوت..!

995 2019-06-27

عبد الكريم آل شيخ حمود الشموسي

 

تُكتب دساتير وقوانين الأمم والشعوب ، فيما يخص حقوق الإنسان والحريات الأساسية وفق مبدأ العدالة الاجتماعية لينعم المواطن والمواطن البسيط بخيرات بلده ويوفر لأسرته العيش الكريم؛الذي نادت به جميع الأديان السماوية وكذا الأديان الوضعية وحتى أصحاب الفكر الإلحادي؛لأن الإنسان بما هو إنسان فهو ، أشرف الكائنات على وجه الأرض الذي يمثل قيمة عليا وشأنية لاتدانيها شأنيه أخرى.

والنظام الإسلامي،الذي يمثل حضارة إنسانية راقية جداً أعطت بني البشر كل الحقوق في ممارسة حياته الدنيوية ؛تمثلت في قول المعصوم سلام الله عليه أنها مزرعة الآخرة ، وهذا التشبيه المجازي ينطوي على أبعاد راقية جدا؛فكلنا يعلم أن المزارع من حتميات نجاح مزرعته ، هو توفير البيئة المناسبة والرعاية الصحيحة حتى تعطي هذه المزرعة أُكلها ؛فكيف إذا انعدمت كل والوسائل أو بعضها في نجاح هذه المزرعة؛كيف نريد من الإنسان المعدم أن ينشء مزرعته وهو لا ينال القدر الكافي من العيش الكريم ؛ فهو مطارد من السلطة الحاكمة في عيشه وهو مهان بلا كرامة في بلد تحكمه طبقه حاكمة ظالمة؛ همها الوحيد هو تحقيق الثراء السريع وبشتى الوسائل، التي يشوب بعضها الحرام ؛ فهي تكيل بمكيالين وتعطي هذا أكثر من ذاك لأنه منح عنوان من العناوين الوضعية فهذا صفته كذا وذاك صفته كذا فيجب أن يختلف في العطاء.

يقول المفكر الفرنسي جان جاك روسو وهو يصف القانون:

(القانون يشبه نسيج العنكبوت،يعلق به الذباب الصغير ويخترقه الذباب الكبير) فالقوانين التي تكتب في الأنظمة الشمولية والأنظمة التي رفعت يافطة الديموقراطية وفي داخلها فكر شمولي اكثر شمولية من الشمولية نفسها مثل النظام الديمقراطي في العراق ،الذي لم يأتي بخير للطبقة الكادحة والطبقة الفقيرة المعدمة ولم يضع الحلول الناجعة لخفظ معدلات الفقر والبطالة الى مستويات معقولة.

لنأخذ شريحة المتقاعدين العسكريين والمدنيين الذين يربوا تعدادهم إلى ثلاثة ملايين متقاعد؛فقد صدر قانون التقاعد الموحد؛ولفظة الموحد تعني كل متقاعد وحسب سني خدمته وعمره وحالته الصحية والبدنية بالنسبة للذين احيلوا على التقاعد لأسباب صحية؛فإن الشيء الافت للنظر أن القانون صنف المتقاعدين العسكريين الى صنفين.

الصنف الأول: هم من أحيلوا الى التقاعد قبل عام التغيير ٢٠٠٣.

والنصف الثاني ممن أحيلوا الى التقاعد بعد التغيير ٢٠٠٣.

الصنف الثاني من المتقاعدين ممن حصلوا على تقارير طبية تثبت عجزهم الجسماني بنسبة تفوق ال٦٠٪ احتسبت لهم نسبة العجز وبغص النظر عن سني الخدمة والعمر أصبح راتبهم الشهري تجاوز المليون دينار في الشهر الواحد.

أما الصنف الأول من المتقاعدين أي متقاعدي ماقبل التغيير ؛فبقي راتبهم الشهري ٤٦٠٠٠٠ كل شهر وحتى المعاقين منهم ممن تعرضوا لإصابات أثناء خدمتهم في القوات المسلحة العراقية،بقي راتبهم بدون احتساب نسبة عجزهم والاعم الأغلب منهم تكاوز سن الخمسون عاما مع لحاظ تفاقم حالتهم الصحية واحتياجهم الى معاينة مستمره من قبل الطب.

فكم يستمر بالعيش من فقد أحدى أطرافه أو كليهما أو صارجزا براتب مقداره 450 ألف دينار في الشهر؟

ومن سخريات الدستور أن هناك فقرة فيه تقول: المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات أمام القانون.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك