ميثم العطواني
بإسلوب كان فريد من نوعه، سطر الشهيد الصدر الثاني أسفاراً كثيرة، لم تقتصر على الحقبة الزمنية آنذاك، بل أشار فيها الى المستقبل، ولا شك أن من تبحر في ذخائره رضوان الله تعالى عليه لمح تلك البصيرة التي تمتع بها العالم الرباني في تناول المواضيع الأكثر حساسية وأهمية في حياة المسلمين، إذ تمتد أهميتها مع امتداد المستقبل وتتجدد يوماً بعد آخر.
واليوم نسلط الضوء على موضوع احتل جانباً كبيراً من خطب رجل هز بكفنه أميركا و"إسرائيل"، وتصدى له بروح مؤمنة مجاهدة ليحذر فيه من أيامنا هذه التي تتكالب فيها مخالب راعية الشر وحلفاءها على الإسلام والمسلمين، حيث جاء في أحدى خطبه المباركة من على منبر الكوفة "ان هذا الوضع العالمي القائم على أنقاض ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي، والذي سمته أمريكا في حينه بالنظام العالمي الجديد، انما هو نظام استعماري مشؤوم، قائم على فرض أمريكا ارادتها على كل الاتجاهات من دول وشعوب ومنظمات، ومن يخالفها فإنها تكيل له الصاع بصاعين، هذا النظام يجعل منها الطاغوت الأول، والشيطان الأكبر، ويخرجها عن الإنسانية وحسن التصرف الى الظلم الكامل والطغيان المحض .. ان أمريكا ان زعمت تحكيم سيطرتها على كل العالم حتى أصبح العالم تجاهها كالقرية الصغيرة كما يعبرون، إلا أنها لم تستطيع ازالة ايمان المؤمنين، وقوة الشجعان المجاهدين"ّ.
وتمضي الأيام، وتتفاقم الأحداث مع سير المخططات المعدة للقضاء على الإسلام والمسلمين، ويظهر الطغاة تلوى الطغاة، وما رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب الذي يسعى لفرض هيمنت بلاده على الدول والشعوب المسلمة إلا مثالاً لذلك.
لاشك أن نظرة السيد الشهيد الصدر الثاني لأميركا هي عدو الإسلام والمسلمين، ونادى منذ ذلك الحين "كلا .. كلا أمريكا" في إشارة واضحة وصريحة الى الخطوات الشيطانية التي تتبعها بهدف السيطرة على الشعوب، منبها المخدوعين بقوة أمريكا المادية والمهتزين أمام تقدمها التكنولوجي والمنبهرين بسياساتها المخادعة، الى ان مستقبل البشرية الى خير وصلاح، ولم يقوم لظلم الإستكبار قائمة، وستكسر شوكة أمريكا.
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha