قاسم العبودي
تعودنا كل يوم جمعة من كل أسبوع أن تدلوا المرجعية الرشيدة بدلوها في أمور وقضايا الساحة العراقية , بحثا وتمحيصا .
تارة واعظة , وأخرى ناصحة , ومرة محذرة . فعندما تضع المرحعية أصبعها على موضوع معين , فأن ذاك الموضوع قد يكون جرحا غائرا قد غضت الاأبصار عنه لعمقه وخطورته .
الموضوع الذي تناولته المرجعية في الأسبوع المنصرم , ومن خلال وكيل المرجع الأعلى , ومن خلال منبر الجمعة المبارك ,هو منصات التواصل الأجتماعي . فأنه لا يخفى على المتلقي أهمية تلك المنصات والمواقع التي صارت جزءا لا يتجزأ من حياة الفرد اليومية . الكل يبحث عن ضالته في تلك المواقع التي تهيمن على صناعتها كبريات الدول الغربية . في خضم أجواء تلك الشبكة العنكبوتية , التي لا تفتأ أن تعرض كل صغيرة وكبيرة , فقد حاولت دول الأستكبار العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة بدس السم في العسل كما يقول المثل الشائع . فصارت تستحوذ على بعض العقول الناقصة بعرض مواد ظاهرها الأستمتاع وباطنها الأستعمار وجر الفرد بعيدا عن قيمه وأنتمائاته الفكرية والعقائدية .
فأندفعت عوائلنا وأبنائنا بذلك الأتجاه ( اللذيذ ) الذي حول حياة البعـض منا الى جحيم لا يطاق . وبنظره بسيطة على سـير عمل المحاكم الشرعـية الحكومية , تجد أطـنانا من الملفات المتعلـقة بحالات الطـلاق التي تحـدث بسبب تلـك المواقع التي أنشـأت أصلا لتدمير الأسرة الأسـلامية , وسحبها خارج المنظومة الأخلاقية .
أن الأساءة الكبيرة لأستخدام تلـك المواقع , قد عقد العلاقات الأسرية وشط بها بعيدا عن كل ما هو أخلاقي وقيـمي . نلاحـظ على مر العصور , أن بلدا مثـل العراق قد أنجـب رجالا من نوع خاص في مختلف فنون المعرفة والأدب . بين حـين وآخر يظهر لنا عالم , أو شاعر , أو فنان على مستوى عالي من الرفعة والسموا حتى عام 2003 .
مع دخول الأنترنت والأنتشار الكبـير لهذه الشبكة العنكبوتـية تراجعت ولادة المبدعين وبشـكل ملفت للنظر . يعزوا بعض الباحثين لأنحسار ظاهـرة المبدعين , بسبـب (اللهو) على منصات التواصل الأجتماعي التي تسرق من حياة الفـرد اليومية ما قد يصل الى أثنا عشر ساعة يومـيا بحسب أحصائات معمقة . هذا الذي لفت أنظار المرجعـية التي لم يغـيب عنها تشخيص الخلل و الأحاطة به .
نحن نعتـقد أن الخلـل قد شخص , فعلى المتصـدين لتلك المواقـع من المسؤولين أن يبذلوا جهدا أستثنائيا لحجب بعض المواقع التي بدت تشكل ظاهرة خطيرة تهدد النسيج الأجتماعي للأسرة العراقية .
الغـزوا الثـقافي الغربي المبرمج واقعا , دخل بيوتنا من حيـث لا نشعر . لذا لازاما على أرباب الأسر الأنتباه بالقدر المتيسر للأبناء ومراقبتهم قدر المستطاع للحفاظ عليهم من الأنزلاق الخطر الذي ربما لو وقع لن تحمده عقباه .
اليوم صراع حضارات بات الغرب يعد له جيدا , فماذا أعددنا نحن له ؟ أعتقد يجب أن تكون هناك حلقات ثقافية , وندوات تثقيفية تبرز المخاطر التي تجابه الأسرة العراقية التي بدأ كثير من الناس الأنغماس في تلك المواقع هروبا من البطالة , والحيف الذي مارسه بعض السيساسين بحق أبناء الشعب .
https://telegram.me/buratha