ماهر ضياء محيي الدين
في تقرير لأحد الوكالات العالمية يشير إلى وجود معلومات مؤكدة على قيام داعش بتنظيم صفوفه وإعداد العدة للعودة إلى الساحة من جديد "بقوة تدميرية مضاعفة " .
قد يقول قائل عودة داعش مسالة ليست سهلة بطبيعة الحال، بسبب إن التنظيم وضعه اليوم مختلف عن السابق بكثير من حيث إن داعش فقدت اغلب عناصره بعد معارك التحرير في العراق ، وكذلك في سوريا ، ومناطق أخرى كان يسيطر أو ينشط بها في دول كثيرة ، كما انه باتت سيطرته محصورة في مناطق محددة ، ويمارس عملياته على شكل حرب عصابات تارة يظهر ، وتارة أخرى يختفي،ولا ننسى فقدانها للعديد من معداته والياته المختلفة .
مناطق الدول التي كان يحتلها أو ينشط بها أصبحت اليوم في وضع مستقر وامن بشكل لافت للنظر عن السابق ، والقوات الأمنية مسيطر على تلك المناطق بصورة تامة، وان حدث خرق هنا أو هناك هذا لا يعنى عودة داعش من جديد ، بل هي عمليات محددة جدا ، وتحت السيطرة ، إذا ما أفشلتها القوات الأمنية قبل التنفيذ .
هناك مسالة غاية في الأهمية وهي تجربة أهالي التي عاشت تحت سيطرة داعش مؤلمة للغاية ، ومشاهد تلك الحقبة المظلمة في ذهن الكثيرين تحمل صورة مروعة ، وماسي حزينة لم تنتهي ليومنا هذا ، وإذا فعلا استطاع داعش العودة من جديد ، فأهالي هذه المناطق سيكونوا في وجه هذا التنظيم المجرمة أو لم يلقى دعمهم أو ترحيبهم كما حدث في فترة دخوله قبل سنوات، لكن في المقابل مازال داعش يحتفظ ببعض حواضنه ومؤيده في هذه الدول .
رغم ما تقدم في كفة ، وما يحدث اليوم في كفة بمعنى أدق حقيقية لا تحتاج إلى دليل او حجة ظهور داعش كان أول مرة ومازال مرتبط بحجم الصراع الكلاسيكي بين الدول العظمى ، واليوم الساحة الدولية ، والإقليمية بالذات تشهد نزاعات وصراعات محتدمة ،وأصعب من السابق ، وأي شرارة تنطلق من إي طرفي النزاع ، ستكون النتيجة الحتمية حرب عالمية نووية لا تعد ولا تحصى ضحاياها ، ولم نشهد مثلها لا في الحربين العالمتين الأولى والثانية،ليكون خيارهم البديل والمعهودة الحرب بالوكالة.
دليل أخر على احتمالية عودة داعش إن داعش صفقة تهديديه وتجارية واقتصادية وربحية في نفس الوقت للكثير من الإطراف ،وهذا الأمر معلوم منا جميعا إن دول جعلته ورق ضغط وتهديد للدول كثيرة سواء من احتلالها أو ينشط بها أو أخرى تخشى من تنامي نشاطه في بلدانها ، وحتى الخشية من عودة عناصره إلى أراضيهم ، ليكون عودة داعش مكسبا حقيقيا لها في تقاسم الكعكة كل طرف حسب مكسبه تجاريا أو اقتصاديا وسوق إبرام عقود بيع السلاح يشهد نشاط ملحوظ خلال الفترات السابقة والحالية ، وحتى سياسية ودعائيا في الانتخابات العامة لتلك الجهات .
داعش سيعود من جديد ، وأقوى من السابق بكثير من خلال الكثير من الحقائق والوقائع ، وعلى الشعوب المستهدفة من عودة داعش سوريا والعراق ، لهذا علينا إن نستعد بكل الإمكانيات المتاحة لموجة عنف جديدة وحرب طاحنة في عدة مناطق ، لان إطراف كثيرة تدعم وتريد عودة التنظيم من جديد للغايات أو للمكاسب عدة .
https://telegram.me/buratha