المقالات

هل يمكن عودة داعش من جديد ؟!


ماهر ضياء محيي الدين

 

في تقرير لأحد الوكالات العالمية يشير إلى وجود معلومات مؤكدة على قيام داعش بتنظيم صفوفه وإعداد العدة للعودة إلى الساحة من جديد "بقوة تدميرية مضاعفة " .

قد يقول قائل عودة داعش مسالة ليست سهلة بطبيعة الحال، بسبب إن التنظيم وضعه اليوم مختلف عن السابق بكثير من حيث إن داعش فقدت اغلب عناصره بعد معارك التحرير في العراق ، وكذلك في سوريا ، ومناطق أخرى كان يسيطر أو ينشط بها في دول كثيرة ، كما انه باتت سيطرته محصورة في مناطق محددة ، ويمارس عملياته على شكل حرب عصابات تارة يظهر ، وتارة أخرى يختفي،ولا ننسى فقدانها للعديد من معداته والياته المختلفة .

مناطق الدول التي كان يحتلها أو ينشط بها أصبحت اليوم في وضع مستقر وامن بشكل لافت للنظر عن السابق ، والقوات الأمنية مسيطر على تلك المناطق بصورة تامة، وان حدث خرق هنا أو هناك هذا لا يعنى عودة داعش من جديد ، بل هي عمليات محددة جدا ، وتحت السيطرة ، إذا ما أفشلتها القوات الأمنية قبل التنفيذ .

هناك مسالة غاية في الأهمية وهي تجربة أهالي التي عاشت تحت سيطرة داعش مؤلمة للغاية ، ومشاهد تلك الحقبة المظلمة في ذهن الكثيرين تحمل صورة مروعة ، وماسي حزينة لم تنتهي ليومنا هذا ، وإذا فعلا استطاع داعش العودة من جديد ، فأهالي هذه المناطق سيكونوا في وجه هذا التنظيم المجرمة أو لم يلقى دعمهم أو ترحيبهم كما حدث في فترة دخوله قبل سنوات، لكن في المقابل مازال داعش يحتفظ ببعض حواضنه ومؤيده في هذه الدول .

رغم ما تقدم في كفة ، وما يحدث اليوم في كفة بمعنى أدق حقيقية لا تحتاج إلى دليل او حجة ظهور داعش كان أول مرة ومازال مرتبط بحجم الصراع الكلاسيكي بين الدول العظمى ، واليوم الساحة الدولية ، والإقليمية بالذات تشهد نزاعات وصراعات محتدمة ،وأصعب من السابق ، وأي شرارة تنطلق من إي طرفي النزاع ، ستكون النتيجة الحتمية حرب عالمية نووية لا تعد ولا تحصى ضحاياها ، ولم نشهد مثلها لا في الحربين العالمتين الأولى والثانية،ليكون خيارهم البديل والمعهودة الحرب بالوكالة.

دليل أخر على احتمالية عودة داعش إن داعش صفقة تهديديه وتجارية واقتصادية وربحية في نفس الوقت للكثير من الإطراف ،وهذا الأمر معلوم منا جميعا إن دول جعلته ورق ضغط وتهديد للدول كثيرة سواء من احتلالها أو ينشط بها أو أخرى تخشى من تنامي نشاطه في بلدانها ، وحتى الخشية من عودة عناصره إلى أراضيهم ، ليكون عودة داعش مكسبا حقيقيا لها في تقاسم الكعكة كل طرف حسب مكسبه تجاريا أو اقتصاديا وسوق إبرام عقود بيع السلاح يشهد نشاط ملحوظ خلال الفترات السابقة والحالية ، وحتى سياسية ودعائيا في الانتخابات العامة لتلك الجهات .

داعش سيعود من جديد ، وأقوى من السابق بكثير من خلال الكثير من الحقائق والوقائع ، وعلى الشعوب المستهدفة من عودة داعش سوريا والعراق ، لهذا علينا إن نستعد بكل الإمكانيات المتاحة لموجة عنف جديدة وحرب طاحنة في عدة مناطق ، لان إطراف كثيرة تدعم وتريد عودة التنظيم من جديد للغايات أو للمكاسب عدة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك