سامر الساعدي
انطلق من الاشارة المرورية التي تعطلت منذ عام 2003 ولم تعمل لحد الان بل وان عملت في بعض التقاطعات تعمل بالعكس .
احمر تحرك ... اخضر توقف .! هذا دليل على ان الامور تجري بالعكس وتجري عكس الريح وعكس عقارب الساعة ، أشير واربط العلاقة المتلازمة بين الاشارة المرورية والسياسة المتداولة في البلد ، هي حالها حال الاشارة المرورية التي تعمل بالعكس مثل حماية الفاسد الذي يتحرك بالاحمر ولا تشمله النزاهة ولا يشمله القضاء ولا اي قوانين بل بالعكس هو
ساكن في بيوت محصنه وجواز دبلوماسي ، ولا يشمله الخط الاحمر ..!
نفس الوجوه ... نفس المعاناة
هذا الامر توغل وتصدر النقاط والمجوعات في كل المؤوسسات الحكومية وغير الحكومية ،
العكس المرفوض حتى من قبل الاطفال المتسألين هل اصبح الاحمر هو يعني التحرك والاخضر يعني التوقف ؟
حيرة في الجواب لكل المتسألين ماذا يكون الجواب لو كان الاخضر يتحرك والاحمر يقف ، فما عسى ان يكون الجواب ؟ والجواب هو مرئي للعيان ؟
حال الفاسدين حال السارقين حال المتنفذين في اصدار القوانين العكسية الضارة بالمواطن والضارة بالنظام السياسي والمالي ، البوصلة تدور عكس عقارب الساعة هذا يعني لا تقدم لا بناء لا مشاريع بل تأخر في النهضة العمرانية والتأخر ببناء مجتمع مثقف.
وذلك التأخر عن الالحاق بركب التطور الحاصل في ضل التكنولوجيا والمعارف الاخرى وهذا ما لا يراه المسؤول فقط يرى نفسه وامتيازاته ولا يطمح ان يرى وطنه وشعبه متقدم اسوة ببقية الدول المجاروة.
السؤال حيرني كثيراً..! لماذا هذا الخراب لماذا هذا التستر لماذا هذا التأخر لماذا كثُر الفساد الا يوجد شخص منقذ ؟
وما زال الاحمر يتحرك والاخضر يتوقف.. قوانين وقوانين وقوانين، لكن لم نشهد قانون واحد خدم المواطن والعكس هو المطلوب ، كل اربع سنوات نطمح ونتشوق في ان نتحرك في الاخضر ونتوقف عند الاحمر ،كفريق القدم الذي ينتظر التصفيات ليصعد الى كأس العالم كل اربع سنوات الحلم الذي ضاع ايضاً ؟
امنيات وامنيات ضاعت وماتت بموت الضمائر التي اصبح ثمنها المواطن الفقير حيث القوانيين الصارمة تخص الطبقة المحرومة من الشعب ، بل تسيد المشهد ؟
القوة ... المال ...السلطة ..! فالمواطن بعيد كل البعد عن ثلاثي الاقطاب ، حكاية شعب واكب العديد من الحكام الذين انعدمت الثقة بهم وضاع الامل لكل الشعب.
عراك ... صراع ... تنافر ... انجذاب ...على الكراسي حصص مقيته دمرت واحرقت الاحمر والاخضر، طابور ... ازدحام ... حراره ... فيضان... يشهده شعب الحضارات شعب القيم شعب الكرم.
الكل يتكلم عن الفساد والكل يده مغلولة بالفساد وكأن الفساد ابتدعه ابي وامي واخي وابني ،
معادلة يجب تصحيحها والسير على الطريق المعبد بأنهاء الفساد وانهاء التطاولات الفئوية والشخصية والحزبية.
مرت اعوام واعوام وايام وايام ولا زلنا ننتظر في الاشارة الصفراء ،الى متى الى متى ..!
يقاوم الصبر صبراً والى متى يذهب مرضانا تجوالاً في الدول للعلاج والى متى نبقى نندب الحظ الذي اجبرنا ان نتوقف بالاخضر ونسير بالاحمر ...
https://telegram.me/buratha