أحمد كامل
ونحن نتابع يومياً نشرات الاخبار في مختلف القنوات الفضائية المحلية ، وهي تتناول اخبار القاء القبض على متاجري ومروجي المخدرات ومتعاطيها ، حيث لايكاد يوماً واحداً يمر الا كان خبر القبض على مروجي المخدرات في تلك النشرات ، وهذه الاخبار قد ولدت لدى المجتمع الخارجي مدى فساد ودمار المجتمع العراقي ، وهم يشاهدون يومياً عشرات المتداولين لتلك المواد السامة ، ويفسر ذلك للمتلقي ان الحدود العراقية سهلة الاختراق ، بسبب ضعف الرقابة فيها ، او تفسر على ان هناك شبهات بالتعاون في ادخال تلك المواد مقابل المساومة المادية .
ان كثرة الشباب المتعاطي للمخدرات ، والتي مُلئت بهم السجون ، لن يكون حلاً لانتشار الظاهرة بل قد يكون مساعداً لعدم ترك الفرد لتلك الظاهرة ، بسبب الظروف القاهرة التي يمر فيها داخل السجون ، لان الادمان على تناول المخدرات يجب معالجته داخل مصحات نفسية وجسدية لكي يساعدون الشخص المدمن على الاقلاع عن تناول المخدرات ، بينما السجون تكون عاملاً مساعداً لتدهور الحالة النفسية للمدمن لتحوله لشخص عدائي للمجتمع ككل ، لان الشخص المدمن للمخدرات دائماً يرمي اسباب تناوله للمخدرات الى ظلم المجتمع له واهماله ، او وقت فراغه الطويل لعدم وجود عمل له ، فيعتبر تناوله للمخدرات هو الهروب من الواقع .
وان الحل الامثل والذي يحد من تلك الظاهرة هو زج تجار المخدرات ومروجيها في السجون ، وانزال اقصى العقوبات بحقهم ، وعدم النظر الى انتماءاتهم ، او غير ذلك من وسائل الضغط التي تمارس ضد القانون لصالح مافيات وتجار المخدرات ،لانهم هم السبب الرئيسي بانتشار المخدرات بين الشباب ، وتدمير مستقبل المجتمع العراقي بصورة عامة ، كذلك كشف الشبكات التي تساهم بأدخال تلك المواد للبلاد ، وهذا ما اشارت اليه المرجعية في خطابها الاخير والتي وجهت فيها اصابع الاتهام الى الرؤوس في السلطة ، والتي لها يد في ادخال المخدرات للبلد او من خلال الاهمال وعدم الاكتراث في ضبط الحدود ، والضعف الواضح في الجهد الاستخباري بالكشف عن التجار والمروجين ، مما ساعد ذلك الى انتشار المخدرات بشكل واسع في البلاد ، وهذا يعتبر خطر وشيك وحاصل قد حل بالبلاد ، مالم تكون هناك يد ضاربة تمثل القانون ، ولا تخاف في الحق لومة لائم ، ويبدو ذلك امر صعب في الوقت الحالي ، بسبب الصراعات القائمة بين الاحزاب والكتل في تقاسم المناصب ، تاركين الشعب فريسة لتجار الدم والمال العراقي ، والذين عاثوا في الارض فساداً وهتكاً دون رادع ،وتعد تلك المخدرات بمثابة رصاصة الرحمة بجسد المجتمع العراقي بعد ان انهكته الحروب والكوارث البشرية ، وبات الوضع يزداد سوءً وصار اشبه بالخطر الذي خلفه داعش للاراضي العراقية ، واصبح الامر في غاية الاهمية بضرورة تدخل اصحاب الشأن من الشرفاء والنزيهين ، والذين يخافون على مستقبل البلاد ، وبمساندة الشعب لهم بعد ان عجزت الحكومة عن ايقاف دخول المخدرات للبلاد ، واصبحت ارض العراق عبارة عن ساحة مفتوحة لكل من هب ودب دون حسيب او رقيب .
https://telegram.me/buratha
