محمد علي السلطاني
الارض... الشعب... النظام السياسي، ثلاث عناصر اساسية في تكوين الدولة، فلايمكن ان نتصور دولة بدون ارض او شعب يحمل هويتها او نظام سياسي يدير شؤونها، ويعتبر عنصري الشعب والارض عناصر ثابتة لايمكن تغيرها او استحداثها ، على العكس من النظام السياسي الذي يتغير تبعأ للظروف والمتغيرات.
وقد شذت اسرائيل عن هذه القاعدة الطبيعية والمنطقية في بناء الدول ، اذ بنى هذا الكيان الغاصب كيانة على ارض عربية فلسطينية تم احتلالها من قبل الصهاينه في العام 1948م، بعد ذلك فتحو باب الهجرة لشتات اليهود من كل اصقاع العالم ليكونو شعبأ على هذه الارض المحتلة..!!!؟
مما نتج عن ذلك خليط من الشعوب المتنافر وغير المنسجمة، تبعأ للأصول والثقافات والعادات التي انحدر منها هذا التشرذم والشتات، الذي تسعى اسرائيل جاهدة لأن تخلق منه شعبأ متجانسأ متحابأ متألفأ وهذا بطبيعة الحال لايمكن تحقيقة.
فمابين يهود شرقيين ويهود اوربيين، تتفرع الطوائف والملل المتنافرة فيما بينها، فعلى سبيل المثال السامرييون، تلك الطائفة التي تدعي أنها ما تبقى من سلالة النبي يعقوب (اسرائيل) ، اذ يناهز تعدادهم اليوم 800 نسمة، لاتعترف هذه الطائفة بالصهيونية القائمة اليوم ، ولاترضى بأن توصف باليهودية اذ تعد ذلك انتقاصأ واحتقارأ، ولايعتبرون الشتات اليهودي الذي جمعته الصهيونية من مختلف دول العالم اسرائيليين، بل يهودأ واقوام مشكك في اصالتهم، حيث يعتقد السامرة انهم الاسرائيلييون الاصلييون فقط الذين لم يغادرو ارض كنعان وبقو فيها منذ قرون خلت،
والسامرة لها توراتها المختلفة في كثيرأ من اسفارها عن التوراة التي بيد اليهود وفي معابدهم ، ولهم طقوس خاصة مختلفة ويعتبرن جبل جرزيم قبلتهم وليست القدس، فالسامرة طائفة صغيرة جدأ منعزلة عن باقي المجتمع اليهودي، عليه كم هي كبيرة حجم الهوة والنفرة بينهم وبين اليهود الاخرين.
وليس بعيد عن السامرة، الى شمال القدس المحتلة ، حيث يتواجد الحريديم المتشددين في احياء منعزلة عن العالم الخارجي، بعادات وتقاليد في غاية العنصرية والتخلف، تسمى احيائهم احياء ال 100 باب، وهم طبقة متشددة يشكلون 30% من سكان القدس، يتعاملون بطغيان وعلو مع الاخرين، لقد فقدت هذه الكتلة الكبيرة المنغلقة قابلية التعايش والانسجام والالفة مع المكونات الاخرى، فهم يعيشون في عزلة تامة بلغ عدد نفوسهم المليون نسمة، تمكن حاخاماتهم من النفوذ والسيطرة على المحاكم الدينية في اسرائيل،
وفي مدينة القدس المحتلة ايضأ، حيث تتواجد طائفة ال (ناطوري كارتا) وهي حركة يهودية ارثودوكسية لاتعترف بأسرائيل، وتختلف مع اليهود اختلاف عقائدي مفادة انه لايمكن ان تقوم دولة لأسرائيل حتى ظهور المسيح، وان على الاسرائيليين ان يلتزمو بهذا العهد الذي تعاهدوبه مع الله، يبلغ تعداد انصار ناطوري كارتا 15 الف يهودي، وهم يدعون الى زوال اسرائيل، يؤمن هؤلاء بدولة فلسطين المحتلة من قبل الصهاينه، يتعايشون مع السلطة الفلسطينية وكان لهم تمثيل في حكومة ياسر عرفات، حتى ان كبير حاخاماتهم اصبح وزيرأ لشؤون اليهود في حكومة عرفات، يعتبر اتباع حركة ناطوري كارتا يوم اعلان اسرائيل يوم حداد، ينكسون فيه الاعلام، وقد وصل بهم الحال انهم لايلمسون العملة الاسرائيلية لأنها تحتوي شعار اسرائيل، ولا يصلون الى حائط المبكى لأعتقادهم بتنجسه من قبل اليهود.
هذه عينات من بعض الطوائف والحركات داخل اسرائيل، حيث توجد حركات وطوائف اخرى لاتقل تعقيدأ وتباغضأ وتنافرأ فيما بينها عما ذكر في سابقاتها،
هذا وللبحث تتمة ان شاء الله تعالى
https://telegram.me/buratha