باقر الجبوري
للاسف فكلمات الست أم كلثوم (رض ) هي الستراتيجية الجديدة التي ولدت في العراق بعد عام ( 2003 ) فلقد اصبح اطلاق اليد واعطاء الحرية في نهب الحصص من (( المالات )) هي الفن الثامن ضمن الفنون العامة السائدة في المجتمع والذي يعبر عنه حاليا بفن قانون الاحتيال ذي الرمز (( 56 )) والذي اخذ يسير عليه الكثير من السياسين الذين خلقتهم صدفة سقوط الصنم المفاجيء.
اليوم وما قبل اليوم كنا على يقين وبينة حتى مع عناد الكثير من المتحزبين من أرباب أصنام (( التمر )) ان كل من يتكلم بالغاء الحصص والمحاصصة من السياسين أو يرفع صوته في البرلمان والاعلام من السنة أو الشيعة أو الاكراد ومن الاسلاميين أو العلمانيبن لن يكون محله من لعبة المحاصصة الا كراس حربة الهجوم أو الورقة الرابحة (( الجوكر )) وبالنتيجة فهوا السيبندي رقم ( 56 ) (( XXXXL )) او الاعب الاكبر في اللعبة
وكلما زاد صريخه ونعيقه ... زادت حصصه
وكلما زادت حصصه ... كبر كرشه وفساده
وكبرت معه مولاته ومالاته وعمولاته وحماياته وسياراته وشركاته وحتى زوجاته
ومايؤلم القلب أننا لن نرى ما زاد من ذلك الخير الكثير الذي نزل على ذلك المسؤول من السماء لن نراه ( يتبدى ) في صحون الفقراء طبعا فاللجان الاقتصادية لحزبه لها ( النصف مما ترك أن لم يكن له حزب فان كان له حزب فلها الخمس مما ترك من بعد ورقة او صك أبيض يوقع به على بياض ) رواه العلامة السيبندي في كتابه (( حجة الفاسد على السيبندية في التغليس على خمس لجان الاحزاب الاقتصادية )) وهولاء الناعقون الناهقون يذكرونا بنعيقهم هذا وعملهم وادائهم المتقن في التمثيل امام كاميرات الاعلام بدور الحاج قشطة في الافلام المصرية حين يقول (( فيها لا اخفيها )) وترجمتها الحرفية بالعراقي (( انطوني المناصب وانعل ابو الوطن )) مع انهم جددوا المقولة وغيروا بفحواها فاخذوا معهم المناصب والحكم ولم يتركوا لنا سوى اللطم .
وكلما زاد عويل وصراخ هذا المسؤول زادت معه الحصص وزادت معه المناصب التي تعطى له حتى يسكت من الدرجات الخاصة والوكالات والسفارات والتعيينات والمقاولات حتى تنتهي كل الكلمات التي تنتهي بالوالات ومع وحتى لو انتهت فلن يسكت وسيظل ينعق فرحا مرحا حتى ينفتق مچراخه عن مفچاخه من الصياح ليصل الى الحيزوم والليزوم ليزنبر السواسي من مخارج المفاسي لكبس المعاليج والمفاليج فيتلاقفها بقية الصارخين المؤيدين له في البرلمان والاعلام بالقول
عوسج فالج يا حيزوم ... زنبر حالج يا لیزوم
وكانهم يذكورنا بترتيلة الامهات للابناء قبل النوم وهي تناغيهم (( أنزل انزل يا عصفور واكل الحب بلية گشور )) مع أن الاختلاف كبير جدا فعصفورنا الذي كنا نتغنى به قد تحول الى فيل كبير لايكتفي حتى باكل القشور مع الحب بل تعداه الى قظم اليد التي كانت تمده بالحب نفسه .
ولا تسألوني كذلك عن معاني الكلمات (( الحيزومية والعوسجية )) لاني لا اعرف معانيها الا اني آليت على نفسي الا ان اذكرها لاني وجدت بعض السياسين يتشدقون بكلمات أخرى لايفقهها الا من كان من صنف المنتفخين من خدامهم وعبادهم ممن يهز راسه طرباً لسماعها وكانه يعلم بما تعني معانيها وهم اجهل الناس بها وبمعانيها .
هذه هي حال السياسة والسياسين بالعراق بين سياسي فاسد وكاذب وبين جاهل أو غبي يركض خلفهم عسى ان يرموا اليه بعظمة من سفرتهم النتنة .
هؤلاء يا سادة لن يقف بوجههم احد لان قانون (( غطيلي وغطيلك )) هو القانون الحاكم الذي ساد الجميع وستبقى بسببه المالات متواصلة بصناعة المولات والمولات تبيض مالات الفساد من العمولات والكومنشنات والسرقات
فمن الان لاتصدقوا بصراخ السياسين
الاغلب اصبح (( 56 )) مع مرتبة الشرف
لا صلاح ولا اصلاح حتى يقوم ابا صالح وكل كلامنا من باب التكليف الشرعي وليس اكثر فالتغيير بات من المستحيلات وسيستمر الظلم والجور حتى تملاء الارض بهما فإن ملأت فالفرج بعدها قادم لامحالة .
https://telegram.me/buratha