قاسم العبودي
بدون مقدمات تذكر , وبلا تصريحات أعلامية , فوجئت الأوساط السياسية الأقليمية والعالمية بأنسحاب الجيش الأماراتي من اليمن بشكل مفاجيء تماما .
كل المعطيات العسكرية على أرض اليمن تشير وبوضوح الى وجود أزمة نفسـية لـدى الجانب الأماراتي الذي زج به في معركة خاسرة تكاد تكون الأولى له على مستوى المواجهة العسكرية , والتي كانت خاسرة بكل المقاييس .
الكل يعلم جيدا أن السعودية عقدت صفقات أسلحة لا مثيل لها في تاريخ الدول . لذا نعتقد أن القوة العسكرية اليمنية قد أسقطت فرضية التسليح الهائل الذي تمثل بصرف ترليوات الدولارات من أجل التسلح الذي فشل فشلا ذريعا بتمرير سياسات الصهاينة والأمريكان والذين فشلوا أيضا بكل مخططاتهم التي حالوا بها النيل من اليمن وشعبها الصابر .
عندما قاد حكام السعودية الأمارات وزجها في تلك المعركة التي خطط لها في تل أبيب وباركها البيت الأبيض الأمريكي , قالوا لهم أنها أيام معدوات وسنستبـيح أرض اليـمن طـولا وعرضا .
لكن تغيير ميزان القوة اليمني من جهة , وستراتيجية أدارة المعركة من جهة أخرى رسم خمس سنين من المواجهة الخاسرة . فقد أستطاعت القوة اليمنية أن تقصف أبها وجيزان بشكل يومي , ولو شائت أن تقصف دبي أو أبو ظبي لفعلت , لكن تغليب منطق العقل العسكري وعدم تدويل المعركة كان سببا بعدم القصف اليمني للمدن الأماراتية .
عندما دخلت الجمهورية الأسلامية الأيرانية لنصرة الشعب اليمني المستضعف , أستبشرت أسرائيل خيرا , وذلك أعتقادا منها , أن بعض القوة العسكرية التي تتواجد على الأرض السورية والتي تحاذي الحدود الصهيونية , ستنسحب الى العمق اليمني تاركة أرض المعركة في الجبهة السورية , وقد كانوا واهمين جدا . لأن الجيش اليمني لم يكن بحاجة الى عديد من القوات , بل كان بحاجة الى دعم لوجستي وقد حصل عليه , وبالتالي تغير ميزان القوى على أرض الواقع ,
وبدأت القوات اليمنية تفرض وجودها كقوة لا يستهان بها , وخصوصا أنهم يدافعون عن أرضهم , وهي حالة تدفعهم الى الأستبسال الذي أبهر العالم بأكمله وجعل دول المنطقة تعيد حساباتها الخاسرة .
لذا نعتقد أن الأنسحاب الأماراتي من خط المواجهة سيدفع بآل سعود الى الأنسحاب هو الآخر في أقرب فرصة ممكنه مع حفظ بعض ماء وجوههم أن كان تبقى ما يخجلون منه . عليه وحسب ما تقدم , فأن الأنسحاب الأماراتي كان تكتيكا لأعطاء السبب الى آل سعود للأنسحاب التالي , وستراتيجيا بالأنسحاب من معركة لا يحصلون منها سوى الأستنزاف المادي والمعنوي أمام قوة يمنية حسمت أمرها بعدم الأستسلام للشيطان الأكبر وأذرعه الخليجية في المنطقة التي تعد من أسخن مناطق العالم .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha