ماجد الشويلي
منذ اليوم الاول لنجاح الثورة الاسلامية في ايران والولايات المتحدة الاميركية مستمرة بالبحث والتنقيب عن كل ذريعة مها وهن منطقها وضعف حجمها بغية الايقاع بالجمهورية الاسلامية في ايران
او اضعافها على اقل التقادير ، ولم تُخف عدائها لايران مطلقاً بكل كانت بين الحين والاخر تعلن مجاهرة عن نيتها اسقاط النظام في ايران او توجيه ضربة عسكرية قاسية له!
لكنها سرعان ما تنكفئ وتتقهقر وتعاود البحث عن سبل جديدة من المسوغات تمكنها من الضغط على ايران بشكل اكثر فاعلية ، ممنية نفسها برضوخ ايراني عجزت مخيلات كل الزعامات الاميركية و اداراتهم المتعاقبة من جزء يسير منه
وكلما تباطأت اميركا باتخاذ اجراء حازم ضد ايران ليكبح جماح نفوذها المضطرد في المنطقة والعالم كلما تعاظمت قدرتها وامتدت اذرعها اكثر في عدد لايستهان به من المواقع الحساسة والحيوية في العالم وعلى راسها حزب الله في لبنان الذي بات يمثل كابوسا جاثما على صدر اسرائيل كما تجثم هي على دول المنطقة !
هذا المعنى الذي اشار له القائد الخامنئي قبل عدة سنين بان (اميركا متورطة معنا فهي لاتستطيع ان تتركنا لاننا نتقدم ولاتتمكن من ضربنا لانها ستجد لنا انصارا في جميع انحاء العالم)
فكلما كانت اميركا تبتدع ذريعة لمحاصرة ايران ومحاولة عزلها عن العالم وكلما قيل بان اميركا على وشك ان تنقض على ايران كلما زادت ايران من اذرعها وضاعفت من قوتها اكثر.
الى ان بات بحوزة ايران بشكل وبآخر منظومة قوى جهادية مقاومة اصابت القدرات الاميركية في المنطقة بالشلل واقعدتها عن اي حركة من شأنها ان تدفع بهذه الاذرع وتثيرها لاتخاذ خطوة مماثلة تاتي على الاخضر واليابس من المصالح الاميركية في المنطق خصوصا!
وما لم يكن بحسبان اميركا ولم يخطر ببالها على الاطلاق ان البلد الذي جاءت واحتلته متبجحة بانها ستجعل منه النموذج الديمقراطي المحتذى به في المنطقة يتحول لاحد اهم معاقل المقاومة الرافضة للكيان الصهيوني والتواجد الاميركي في المنطقة وينبثق عن منظومة هذا البلد الفكرية والعقائدية قوة تمثلت بالحشد وفصائل المقاومة .
الامر الذي اصاب حسابات الاميركان بزمجرتها وبهرجتها بالعطب واختلت معه موازين القوى بالمنطقة كمقدمة للوصل الى تغييرها الجذري على مستوى العالم .
انها قوة الاذرع التي ابطلت كل الذرائع وسخرت منها ، وليتم معها تدشين مرحلة جديدة لقياس عناصر القوة والقدرة على اسس قيمية ومبدأية فما كان يعد في الماضي مكلفا ومرهِقا بالنسبة للباحثين عن امتدادات عقائدية بات اليوم يمثل اهم عناصر القوة والمنعة واكثرها نفعا على المستوى الستراتيجي.
انها معايير جديدة على مستوى الردع اطلت بها ايران مع جملة ما اطلت به من مفاجآت بمنظومتها القيمية العقائدية، وامكاناتها السياسية والثقافية والعسكرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
