كندي الزهيري
ستة عشر سنة من الحكم الديمقراطي في العراق ،في البدء يجب تعريف الديمقراطية "هو نظام سياسي اجتماعي يسمح بالمشاركة واسعه لكافة ابناء البلد ،يكون اما مباشرتا او عن طريق النواب عنهم .
وللديمقراطية انواع واشكال في الحكم منها ،الديمقراطية المباشرة "تعني ان يصوت الشعب على اي قانون مباشرتا او قرار فيذهب الفرد الى الصناديق الانتخاب ويضع رايه اما قبول أو الرفض ،والنوع الثاني الديمقراطية الغير مباشرة "او ما تسمى (النيابية )يكون التصويت من قبل النواب على اي قرار او تشريع القوانيين من خلال اخذ الشرعية من الشعب لكي يمثل عنهم .
اما ملحمة الديمقراطية العراقية، سنسرد لكم جزاء من مذكرات الحاكم العسكري بول بريمر "حيث قال عندما كلفت بقيادة العراق كنت اتصور بان لا استطيع الجلوس على كرسيي ولو مدة يوم واحد حيث كنت جالس على طرف الكرسي وجمعت المعارضة العراقية واخبرتهم ماذا ستفعلون! وانا حذر جدا وخائف ان يقولوا لماذا وضعتمونا في هذا الحال السيء؟
فسألوني اين رواتبنا ومستحقاتنا ...وهنا اتكأت على الكرسي وقلت هؤلاء لا يمثلون شعب ولا يستحقون ان يمثلوه.
ويكمل ان المعارض الوحيد كان عبد العزيز الحكيم الرجل الاقوى بعد السيد السيستاني في الدهاء ، كان يقول كنت اشاوره في القرارات قبل اصدارها خوفا من معارضته القوية والفعالة مما اضطرني الى مهادنة وهو السياسي الوحيد الذي كنت اخشاه .
قد مرت الديمقراطية في مراحل حرجة وصعبة خاصة اننا نحول نظام شعب من الدكتاتورية والحكم الواحد الى فضاء الحرية والمشاركة في الحكم .في حينها تم اقرارالدستور وحدد طريقة النظام وكيفية ادارة الدولة ،ظهرت اصوات مؤيده واخرى معارضة ومتخوفة ،اذ كان لابد من التصويت على الدستور الذي واجه رفض من قبل المكون السني الذي كان يرفض الدخول في العملية السياسية انذاك كما تخوف الاقليات بعدم ضمان حقوقها في الدستور ،برغم من ذألك تم التصويت علية واعتماده دستورا لجمهورية العراق .
وبعدها تم اجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة ،وهنا بدا ظهور تنظيمات ادعت في البداية بانها مقاومة لكن اتضح العكس واصبحت مجاميع للقتل المواطن العراقي وكانت بغداد شبه معزولة عن باقي المحافظات كما رافقها حملة اعلامية لتسقيط العملية الديمقراطية في العراق وبعضهم من ازلام النظام البائد ،وبعضهم من تنظيم القاعدة واخرين من الدول الجوار الذين كانوا يعتقدون بان نجاح العراق وعملية سيجعلهم في ورطة امام شعوبهم اذ تطلب تدمير التجربة مهما كلف الامر ،وخاصة في اشعال نار الطائفية السياسية وضرب المراقد المقدسة ،لمحاولة انهاء العراق وعملية حيث ذهب البعض للحديث عن عدم قدرة الشعب العراقي على الدفاع والتمسك والتوحيد الصفوف من جديد ،حتى وصل الحال عن التكلم بالمكونات وليس باسم الشعب.
وساعد على ذألك سياسيين الصدفة اصحاب المصالح الخاصة والاجندات السياسي والولاءات الخارجية مما اطر الشعب لدفع ضريبة كبيرة لكي يصل الى عملية ديمقراطية صحيحة تخدمه وتبنى على اساس مؤسساتي يديرها الكفاءات .
الان يقاتل الشعب العراقي من اجل انهاء دور الفساد السياسي الذي أشار لهم بول بريمر ،نعم شعب ضحى بكل ما يملك يستحق عمليه سياسية تدافع عنه وتحمي ارضه وتصون حقوقه هكذا كانت ستة عشر سنة من عمر الشعب العراقي وعمليته الانتقالية ودوره الذي قدمه لخدمة الحرية وضريبة دفعت ،جاء الوقت لرد الجميل في البناء والخدمات ،واليوم نشاهد تمرس الشعب وعمليته السياسية ونبذ التفرقة والعنصرية واصبح الكلام باسمة الشعب ودولة العراق ،وعرفوا صلابة وحدة ابنائه،
ـــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha