محمد علي السلطاني
تحدثنا في المقال السابق عن بعض مكونات المجتمع اليهودي الاكثر تشددأ ونفرة فيما بينها، سيما طبقة الحريديم الذين يعيشون في احياء منغلقة عن العالم الخارجي، يحرم فيها استخدام التلفاز و الانترنت، كذلك الهواتف الذكية لايسمح بأقتنائها لا بعد رخصة من كبير الحاخامات !
اذ يتداول هؤلاء المتطرفون اخبارهم بواسطة اعلانات تعلق في اماكن خاصة! وسنسلط الضوء في هذا المقال على يهود الفلاشا (بيتا اسرائيل) او الغرباء ، ففي مطلع سبعينيات القرن الماضي، ولغرض توسيع رقعة التغيير الديموغرافي الذي تسعى الى احداثه الصهيونية في الاراضي المحتلة ، اتجهت انظار الصهيونية الى اثيوبيا، حيث تتواجد قبيلة الفلاشا التي اختلف الباحثون في تحديد اصولهم، مابين بقايا يهود التيه تارة وبقايا يهود مملكة سبأ تارة اخرى، وصنفهم البعض الاخر على انهم يهود الحبشة، ولم يرجح اي رأي على نظيره فيما يخص اصولهم.
لقد وجدت الصهيونية ضالتها في هذه القبيلة ذات البشرة السمراء ،فبدأ المبشرون يتسللون اليهم مبشرين بدولة اسرائيل التي ستكون خلاصأ لمعاناتهم وفقرهم ، حيث بدأت الصهيونية بنقلهم الى اسرائيل سرأ على دفعات ، نقل في الدفعة الاولى التي اطلق عليها تسمية موسى الاولى وفي الدفعة الثانية الموسومة بحق العودة في العام 1977م مايقارب السبعة وعشرون الفأ من الفلاشا ،
وعندما ارادت اديس ابابا شراء صفقة اسلحة من اميركا رفض الكونغرس بيع تلك الصفقة ، وطلب من رئيس اثيوبيا منقيسو التنسيق مع اللوب الصهيوني لتمرير الصفقة، ابدى اللوب الصهيوني استعدادة للمساعدة شريطة موافقة اثيوبيا نقل الفلاشا الى اسرائيل!
رفض منقيسو ذلك العرض ، لتتجة اسرائيل بعد ذلك للتنسيق مع النميري رئيس السودان الاسبق، لخلق منطقة عزل داخل السودان يجري تهريب الفلاشا اليها ليتم بعد ذلك نقلهم الى اسرائيل، تمت العملية ونقل الالاف من الفلاشا جوأ في دفعة اطلق عليها موسى الثانية في العام 1985م، عقب ذلك قيام الرئيس الامريكي جورج بوش بتقديم ضمانات الى النميري تمخصت عن نقل عشرون الفأ من الفلاشا في عملية اطلق عليها سبأ،
الا ان الدفعة الكبرى كانت في العام 1991م عندما تعرضت اديس ابابا الى ضغط شديد ادى الى فتح جسر جوي اطلق عليه جسر سليمان، نقل من خلاله في غضون ثلاثة ايام ستة وثلاثون الفأ من يهود الفلاشا، تلت ذلك الدفعة الاخيرة في العام 2012م التي نقل خلالها مايقارب الثمانية الاف في عملية اطلق عليها اجنحة الحمام.
اسكنت هذه المجاميع التي قارب عددها المائة وخمسون الفأ في اطراف المدن الاسرائيلية وبشكل محاذي مع الفلسطينيين،
عانا الفلاشا من التمييز العنصري والفقر والتهميش والنظرة الدونية من المجتمع اليهودي وكذلك عدم المساواة في التعليم والخدمات الصحية وفرص العمل، اذ يعيش اغلبهم دون خط الفقر، فضلأ عن تشكيك الكنيسة الاشكنازية العليا بيهوديتهم، استخدام الفلاشا في اعمال الخدمة وفي المزارع ،ويتم استدعائهم للخدمة العسكرية كلما اقتضت الضرورة، ولم يتم دمجهم بالمجتمع الاسرائيلي المنقسم على ذاته، وبلغ التمييز العنصري اوج ذروته عندما اكتشف ان قناني الدم التي يتبرع بها الفلاشا يتم اتلافها كي لاتختلط دمائهم بدماء اليهود الاوربيين!
صدم الفلاشا في هذا الوضع، وانكشف لهم كذب وعود الصهاينه في توفير العيش الرغيد والسعادة فلم يجدو شيئأ مما وعدو به ، ادى ذلك التمييز الى انفجار براكين الغضب التي اخذت تقذف حممها على اسرائيل بين الفينة والاخرى ، وادركت تل ابيب ان الحرب الاهلية وتهديد السلم الاجتماعي بسبب عدم توافق وانسجام الاعراق والطوائف المختلفة يعد اكثر خطورة وتهديدأ لهم من الخارج، فيا ترى هل ستكون ثورة الفلاشا ربيعأ اسرائيليأ يعصف بأمن اسرائيل من الداخل؟
وهل ستكون الاضطرابات العنيفة التي تشهدها اسرائيل اليوم الفتيل الذي يفجر قنبلة التنافر الاجتماعي بين المكونات المتزمتة ؟
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha