باقر الجبوري
المهدي المنتظر وحربه لتحرير القدس، البعض أتخذ قراره مقدما، لا للقدس بلا كهرباء لا للقدس بلا ماء لا للقدس بلا خدمات، ولاحرج فالغباء موهبة في مقابل علم التجهيل الجمعي
نعم فكل الامور تاتي بالتتابع والتدريج ولاشيء يولد من العدم، فمن يقول اليوم ... (آني وين وسالفة فلسطين وين)..
فسيقول غدا ... (ني وين والعراق وين وسبايكر وين)..لاتفتحوا الدفاتر القديمة، وهذا ما يحدث اليوم ... فقد نسينا كل شيء..!
ما تعلمناه من مدرسة الحياة، إن من يتهاون بالقضايا الصغرى ، فسيهون لديه كل شيء وصولا الى القضايا الكبرى، نعم فالمقدمة كانت نسيان طاغوت ودكتاتورية النظام البائد مع انها من الذكريات الاأليمة وصولا الى المتسبب بمجازر انهيار المحافظات السنية وصولا الى نسان مجازر سبايكر والصقلاوية وناظم الثرثار!
من الصغرى الى الكبرى ، من سبايكر الى القدس، مع الفرق الشاسع بينهما فقضية القدس هي قضية الامة العربية والاسلامية الكبرى وليست قضية الحاج فلان او المعمم فلان او قضية مختصة بمجتمع خاص كمجتمع الجنوب او طائفة خاصة كالطائفة الشيعية لنحجمها ونقزم المطلب من ورائها!
فلسطين ليست قضية القومجية والمعقلين الذين تسابقوا على بيعها من الاجداد حتى الآباء والى الابناء مع انهم باعوا ما لايملكون ولمن لايستحقون، فلسطين ليست قضية صدام والبعث وصواريخه التي لازلنا ندفع لاسرائيل التعويضات عنها مع انها سقطت في الصحراء
وهي ليست القادسية الطائفية التي دفعنا العرب اليها لنقتتل فيها مع ايران بدون قضية عادلة حتى نقول انها (أكلت ولد الخايبة والفقراء) مع ان الحق والباطل كانا فيها أوضح من الشمس وسط النهار!
فلسطين قضية الامام المهدي عج وهو الداعي لها فلايمثلها ذلك الفلسطيني الداعشي الذي فجر نفسه في سوق عراقية لتجعلنا نسب القضية ونشتم الامة، وفلسطين لايمثلها الجهلة من أهلها الذين احتفلوا بذلك التفجير لتجعلنا نشتم كل الفلسطينين حتى من لايقبل بهذا العمل
ولا يمثلها حتى السياسين من الفلسطينين الذي تخلوا عن ملابسم العسكرية مقابل المكاتب الفارهة والسيارات المصفحة والحمايات والاموال في بلد تهان في الاعراض والحرمات!
هذا العذر الذي يتحجج به القلة من الجهلة جوابه أن من كان يتلذذ بشتمنا من ابناء الوطن من أبناء المحافظات الغربية ممن كانوا يفتحون بيوتهم ومظافاتهم للشيشاني والافغاني والسعودي وغيرهم لاجل أيصالهم لمناطق الشيعة وتفجير أرواحهم القذرة فيها، هولاء لم يمنعونا من تحرير تلك المناطق العزيزة على انفسنا واعطاء الالاف من الشهداء كانت دمائهم أشرف من الارض وممن سكن عليها .
وحقد تلك المناطق وأهلها على الشيعة عامة لم يمنعنا من فك أسر النساء والاطفال والشيوخ حتى مع علمنا ان ابنائهم من داعش وان قسما منهم فجر نفسه أمام قواتنا الامنية أثناء عمليات التحرير .
فما حدى مما بدى؟!نفس الساكتين عن قضية القدس اليوم، سيسكتون عن الكثير من القضايا غدا، ولكن بالتدريج ، فالكهرباء مقابل نسيان الخمسة الاف انتحاري سعودي، والماء مقابل مشاريع سعودية في صحراء السماوة لتمويل صفقة القرن من ارباحها، ونسيان المجاري مقابل ملعب كرة قدم باسم ملك الارهاب، والخدمات الاخرى لنسيان المجرم الحقيقي الذي كان هو السبب الرئيسي في ذبح الوطن طيلة الاعوام الماضية .
نعم والنتيجة انهم سيسكتون عن مناصرة المهدي حين خروجه وقيامه لان هنالك من وعدهم بالخدمات .
نقول ... من لم يوطن نفسه على المكاره في وقت الرخاء، فحتما سيقابل المهدي وهو كاره له في نفسه في وقت المحنة!
ألم يقولوا (مالكم والمهدي أنه يظهر بالسيف والدم) دلالة على ان زمان ظهوره وخروجه هو أصعب الازمنة واننا سنكون فيها ظمن أصعب الامكنة فماذا سنقول له حينها.
اليوم وبعد نفاذ جراب الحاوي من الاعذار عاد البعض ليتحجج على الاخرين بعذر الكهرباء والماء كقول من سبقهم (بيوتنا عورة) او (لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده)، لسان حالهم اليوم كما قال احدهم بالحرف الواحد (أنطيني الكهرباء والخدمات وخلونا نعيش ونرتاح وبعدين حاچيني على فلسطين).
حقيقة هكذا سيكون حال البعض يوم يقوم القائم، بل كاني أسمع قول احدهم ، ارجع يبن فاطمة فمالنا حاجة بك وبفلسطين قضيتك، أرجع أفتريد ان تهلك ولد (الخايبة) في حربك، ونحن بلا كهرباء ولا ماء ولا خدمات؟!
سؤال يحيرني ... فلو كانت كل الخدمات من الكهرباء والماء متاحة للجميع فعلى ماذا ولماذا سيقوم المهدي عج، فالبعض يريد كهرباء 24 ساعة وماء يصل الى ثلاث طوابق، وخدمات وقروض وسفرات وحرية عامة مع وجوب انخفاض درجات الحرارة في فصل الصيف الى ما دون 20 درجة مؤية، حقا لو كان كل ذلك بأيدينا !!!
فعلى ماذا ولمن سيظهر المهدي؟! فما دامت الارض مملوءة قسطا وعدلا !
اعتقد حينها ان كبيرنا قبل صغيرنا سيقول له (أرجع يبن فاطمة فمالنا حاجة بك وبدينك وبحربك وبقدسك)، (خلينا نعيش الحياة ... وأحنة شعلينا)، أو كما يقول المثل (موسى بدينة وعيسى بدينة )، أو (كلمن وربه)
من المؤسف أن الكثير منا يمر مرور الكرام من امام أحاديث العترة الطاهرة دون ان يعتبر منها بعبرة !
فمن كلام لأمير المؤمنين عليه السلام في صفات المؤمن ... (المؤمن وقور عند الهزائز . ثبوت عند المكاره . صبور عند البلاء . شكور عند الرخاء . قانع بما رزقه الله . لايظلم الاعداء ولايتحامل على الاصدقاء . الناس منه في راحة ونفسه منه في تعب)
اين نحن من الوقار والثبات والصبر عند البلاء ونحن نتراقص على أنغام ما تعزف لنا القنوات الفضائية من اخبار كاذبة؟!
واين نحن من الشكر والقناعة ونحن ننسى كل قضايا الامة لاجل كهرباء ومجاري وخدمات
واين نحن من ظلم الاصدقاء قبل الاعداء والتحامل عليهم ارضاء للاعداء؟! أين نحن من ذلك كله؟!
كلامي للاصدقاء قبل الاعداء ..!
ـــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha