المقالات

ازدياد حالات الطلاق تحتاج إلى وقفة من أصحاب القرار

1242 2019-07-11

أحمد كامل عوده

 

أصبحت الظواهر السلبية منتشرة بشكل واسع في مجتمعنا ، وهذه حقيقة يجب أن نعترف بها جميعاً ، شئنا أم أبينا ، المجتمع يسير بمنحدر خطير ، فرامل العادات والتقاليد شبه معطلة ، والأسباب عديدة ، نستمع عن حدوث مشاكل وأحداث في المجتمع يندى لها الجبين ، ويعاب عليها الجميع ، فجميعنا مسؤولين عن ما يحصل من دمار وخراب لحق بمجتمعنا ، وفي مقدمتنا رجال السياسة والدين وشيوخ العشائر ، والذين تسيدوا المشهد العراقي بعد سقوط النظام السابق ، فمن المحزن جداً وفي غاية الحزن ونحن نسمع تقارير ومن مصادر شبه رسمية ، تتحدث عن أرقام مخيفة حول زيادة حالات الطلاق ، حتى تكاد تصل وتنافس أرقام عقود الزواج ، الأسباب متعددة والنتيجة واحدة ، هي انهدام مشروع أسرة ، وضياع مستقبل أطفال ، وخطر مجهول يحدق بالمطلقة ، كل هذه النتائج هي مدعاة قلق مما تؤول إليه الأمور مستقبلاً، والفساد والفقر بإنتظار تلك الأسر ، ذئاب المجتمع أصبحت كثيرة جداً ، وهي تترقب من تقذفه الظروف أمامها ، ليكون فريسةً سهلة المنال أمام الرغبات الجامحة ، والأنانية المقيتة والتي لا تعرف مبدأً بالحياة ، سوى كيفية إستغلال الآخرين، والحصول على المكاسب الشخصية بغض النظر عن حيثيات الأمور .

إن كثرة حالات الطلاق ليست مرحلة عابرة وحسب ، بل هي ظاهرة يجب الوقوف عندها وعدم تجاوزها لأن تداعياتها خطيرة ، وتبدأ من العوائل نفسها التي تستعجل بحالات الزواج دون سابق دراسة معينة للموضوع ، والنظر للزواج لديهم كأنه اي سلعة يمكن أن يشتروها ، ويمكنهم الاستغناء عنها في وقت ما شاءوا ، كذلك المهمة الأكبر تنصب على الشخص نفسه الذي يرغب بالزواج ، فيجب أن يكون لديه النضج العاطفي قبل إتخاذ القرار بالارتباط بزوجة المستقبل ، لأن الزوجة في مجتمعنا هي الكائن الانساني الأضعف ، وتحتاج من يرعاها ، ليس على المستوى المادي فحسب ، بل يجب أن تشمل الرعاية الأهلية الكاملة ،أي أن يكون الزوج قادر أن يعوض زوجته إهتمام أهلها سابقا ، قد يبدو ذلك شرطاً ليس يسيراً ، لكن على الأهل التمعن جيداً بشخص ابنهم قبل أن يزوجوه ، ويجب ان يتيقنوا أن مجتمعنا قد تغير في طريقة تفكيره وتصرفاته وتغيرت معها التصرفات والتقاليد ، أن النساء يعتبرن هن الضحية الوحيدة من مشاريع الزواج الفاشلة ، وليس طرف آخر ، وليعلموا أهالي النساء إن بقاء بناتهم دون زواج أفضل بكثير من تزويجهن لرجال ليسوا قادرين على تحمل المسؤولية ، فالعنوسه فيها ظلم ، لكن الطلاق أكثر ظلماً وفتكاً بالمجتمع ، كذلك يفترض من المحاكم عدم الاستعجال بحالات الطلاق وتفعيل آلية عمل المصلح الإجتماعي ، ليس فقط داخل المحاكم بل يصل دوره لزيارة المنازل ومنح كتب شكر وتقدير وامتيازات لكل مصلح إجتماعي يستطيع إرجاع الزوجين لبعضهما قبل او بعد حدوث حالة الطلاق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك