سعد الزيدي
البعض ممن رفضته الساحة الجماهيرية منذُ زمن بعيد حاول هذه الأيام ركوب موجة التظاهرات مدعياً بأنه تنظيم حزبي وطني، واعتقد أن فرصته المواتية هي في استثمار المظاهرات الأخيرة فتسلسل داخل صفوف الجماهير وردد شعارات رخيصة مستهجنة مستفيد من كفالة الدستور لحرية التعبير والانتماء وديمقراطية الحكم. لكنه في نفس الوقت يستقبح على الغير ممارسة حرية الاختيار والانتماء لما يعتقد، فطالب بتنحي من تسميهم شعاراته الرخيصة الإسلاميون حيث يحملهم مسؤولية التأخر في توفير الخدمات التي تُريد الجماهيرية ولصق بهم أسباب تدهور الحالة الاقتصادية واتهمهم بسوء الإدارة السياسة والاقتصادية، وحتى تطاول على بعض الرمز العراقية في القيادة الدينية المعروفة بحفظ وحدة وسيادة العراق.
بهذا الفعل اسقط ورقة التوت التي تغطي عورته ونسى بأنه أصبح في مزبلة التاريخ واعتقد بأن الجماهير تتجاهل تاريخه المتمثل بالفشل الذر يع لأيديولوجيته وأن شعوب العالم أجمعت على فشلها وعجزه من إثبات العكس ،وأنه فقد كل مؤيديه بدليل لم يمثل شريحة من المواطنين ولو بقدر ملاك كرسي نيابي واحد،
إن جماهيرنا لو تناست إخفاقاته فلل تنسى تعرضه للقوى الوطنية يوم تحالف مع حزب البعث المحظور في عام 1972 واتهاماته للقيادة الدينية الجماهيرية بالرجعية. أن هذا البعض لو تكلم عن الموازنة غير المتوازنة بأنها أحد الأسباب والفساد المالي والإداري لكان أفضل له بكثير .
أن مثل هذه الشعارات في مثل ظروف العراق الحالية وبغض النظر عن أنها تدل على تنكره لمواقف هذه القوى التي حملت السلاح بوجه طاغية العراق وحزب العفالقة يوم نسى هو القضية العراقية جملة وتفصيلا ومواقفها الصلبة التي أخرجت قوات الاحتلال من العراق وهي التي أعطت لهذه البعض دور في قيادة العملية السياسية قبل الانتخابات العامة أي قبل أن تقول الجماهير كلمتها فيه.فأن البعض الأخر ممن يتصيد في المياه العكرة وقد تضررت مصالحه الضيقة والنفر الضال ممن ليس له تاريخ في تبني قضايا الشعب،فأنه من السهولة أن ينجروا وراء هذه المفتعلات وقد يجدوا فيها مثلبة على القوى الوطنية من الأحزاب والتنظيمات السياسية أصحاب التحالفات الإستراتيجية والتاريخ الطويل في النضال والتضحية .
إنّ مثل هذه النكرات أما تنطلي عليه لعبة دول الإرهاب في خفض أسعار النفط وما هيَّ تأثيراتها على الاقتصاديات الريعية أو هو يعلم ذلك لكن يتخذ منها مطية للمزايدات الكلامية الفارغة لتمرير برامجه المشبوهة في الانتخابات وغيرها فهم يجدون ضالتهم في مثل هذه الأطروحات، لكن في الأخر لا يصح إلا الصحيح، فقد تكشفت عورات المرجفين واهتز صبر المراهقين من المدعين وانكشف المزيفين المتطفلين على الساحة السياسية وبانت ضحالة غير المجربين. وفاز فقط المراهنين على صبر الشعب وتمسكه بصحة معتقداته وقضيته وحنكة وحكمة قياداته .
نحن جميعا نعلم بأن تحالف دول الإرهاب وراء تناقص الأسعار فهي تعلم تأثير ذلك على الاقتصاد ألريعي في مثل هذه الظروف ومدى انعكاسه على ساحات القتال وعلى الوضع الداخلي حيث فيه من الهامشين السياسيين والهشاشة الاقتصادية وغيرها .
إنَ دول الإرهاب التي تشن الحرب على العراق باستخدام قوى الضلال والتكفير ظنا منها بفعالية سلاح العنف العقائدي بغض النظر عن فساد نظريته وعجزه حتى من الظهور العلني بأنه فكر إنساني فضلا عن إسلامي ،تُسخر اليوم كل إمكاناتها العلمية والاقتصادية والوجستية المختلفة في توفير مصادر الدعم البشري والمالي للإرهاب والحواضن الفكرية وهناك دول تستثمر الإرهاب فتغض الطرف عن منظمات تجنيد الارهابين، كل هذا من أجل تركيع القوى الوطنية جميعا المشاركة في العملية السياسية الديمقراطية وبالتالي انهيار البلد وسيطرة داعش .
يتضح أن التوجه الأرعن لدى من تكشفت عوراتهم يدلل على فشل سياستهم وأنهم افلسوا جماهيريا ،فهذه الإفرازات لا تعبر عن روح العصر والواقع وتطلعات وثقافة الجماهير العراقية ،ولذلك نعتبر هؤلاء إن لم يرعووا فقد اصطفوا مع أعداء العراق وتناقضت شعاراتهم في محاربة الهيمنة والرجعية وأعداء العراق والتوحد وراء القيادة في أيام الأزمات، فأن هذا الذي يفعلون يوفر فرصة للأعداء في التشويش وفك عر التلاحم الجماهيري الوطني.
العراق اليوم تعافى من أزماته وسوف يعبر إلى صوب الأمان بفضل حشد المرجعية الدينية العلياء للجماهير وتبصير المسؤولين حيث وضعت أصابعهم على مفاصل الخلل ولم تكتفكي بالإشارة والتشخيص ولو حصل هذا فقط منها لِكفا لأن في دستور الدولة العراقية المدنية لم يطلب من المرجعية الدينية أي مهمة وكل ما صدر من المتدينين مطابق أو قريب من الشريعة المحمدية السمحاء هو قناعتهم وعلى هذا البعض أن لا يُحرم الآراء والأطروحات على من يدين بغير ما دان به هو. وقبل أن يعبر العراق فقد تكشف للعراقيين من هم المتصيدين في المياه العكرة ومن هم الذين يتنكرون للتحالفات والذين يرفعون الشعارات الكاذبة والرخيصة والانتهازية كما تكشفت تدخلات التنظيمات المعادية للحراك الوطني .
على التنظيمات المشبوهة أن لا يصدقوا بأن غضب الجماهير من سوء معالجة الحكومة لبعض الأزمات يدفعها إلى تناسى طبيعة هذه التنظيمات ومن هم وراءها وما حققوا للعراق طيلة عمرهم وتحالفاتهم مع القوى الأخرى من الذين احتكروا حكم العراق منذ تأسيس الدولة العراقية فقد جرب شعبنا حكمهم عشرات السنين فلم يجني غير الدكتاتورية والحروب والإبادة للحرث والنسل .
أن شعبنا المسلم يعرف الذين رددوا شعارات ضد الإسلام ورموزه ليس فيها من الشرف والعفة شيء وهي من صنائع الصهيونية تماما ولا تنطلي عليه الشعارات المزيفة والرخيصة ذات الأهداف المكشوفة ولا دموع التماسيح .فأن الذين يندسون في صفوف التظاهرات العفوية ذات المطالب الواضحة وهي حق أقرته الحكومة واكدة عليه يحاولون حرف وتشويه هوية المظاهرات والمتظاهرين وهم يخدمون أعداء الشعب والإسلام.
تقربوا أكثر من مرجعيتكم الدينية لسماع صوتها بوضوح وبدون تكبير وضجيج وأقول لهم أن أصواتكم الانتخابية تمثل كيانكم الحضاري وشرفكم وهويتكم المسلمة فلا تبيعوا أصواتكم فتخسروا خسران مبينا .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha