المقالات

عندما تتحول طبقة السياسيين الى (عقدة)!


محمود الهاشمي

 

ان اغلب هؤلاء السياسيين الذين يحكمون بلدنا كانوا يعانون ذات المعانات التي نعانيها منهم الان !! فقد انتظموا في احزاب معارضة وعانوا المطاردة والسجون والهجرة ،كما عانوا الغربة والفاقة وفقدان الكثير من مصادر الراحة !!

كانوا ينتمون لعقائد تناهض الأنظمة القسرية ،وتخطط لاستلام السلطة والشروع بالإعمار والبناء كلا وفق فكره سواء كان علمانيا او اسلاميا ،ولو تطالع كيف عانى هؤلاء بالسجون وغرف التحقيق والخوف والتهديد والجوع والارهاب لتأكد انهم كانوا أشبه بالملائكة حيث التفاني فيما بينهم والتضحية والتعاون ،والحفاظ على مواعيد الصلاة وحفظ الآيات القرانية والاحاديث الخ

احدهم (صديق) دخل هو وأخوه الى محكمة الثورة وقد حكم يومها الجبوري عليهما بالإعدام ،ولكن طالبهما بان يحكم الاول بالإعدام والثاني بالمؤبد فاصطرعا كل يريد الإعدام لينجو اخوه فاعدموا الكبير وتركوه ليطلق سراحه عام 2000!!

ربما أعجز عن وصفهم وعن تضحياتهم وجميعها صادقة لاريب فيها والسؤال :- لماذا بعد ان استلموا السلطة في بلادهم تحولوا الى لصوص؟ وفِي عهدهم صُنّف العراق الثاني عالميا بالفساد الاداري والمالي ؟

لم اجنِ عليهم فان فيهم الكثير من الأصدقاء والأقارب ،وكنتُ معجبا بصبرهم ودينهم وأخلاقهم وشجاعتهم وان كنت أعارض بعض افكارهم !

صحيح ان فيهم من هرب من العراق لانه متهم بالسرقة او لجريمة اقترفها ثم التحق بالأحزاب ولكن هؤلاء قلّة !!

قد يقول البعض ان السلطة اعمتهم فأقول :-لماذا لم تعمي السلطة اخرين من الثوار الذين خرجوا من السجون ليكونوا عنوانا للنهضة والبناء والإعمار وواصلوا مقارعة الظلم والظالمين ؟

البعض يقول :-ان الأمريكان وراء ذلك لانهم من البداية شجعوهم على السرقة فنقول (ولماذا انصاعوا للامريكان ولم ينصاعوا لاوامر الله التي من اجلها نالوا كل هذا العذاب والتنكيل والغربة ؟)

ربما يقول البعض ان الإيرانيين علموهم ذلك ،ونقول (ولماذا هم لم يتعلموا من الإيرانيين كيف يبنون بلادهم وتجربتهم السياسية والاقتصادية والدينية ؟)

من اي طينة هؤلاء ؟

هم عراقيون ولا شكوك في أنسابهم وانتمائهم ،ولا تكاد تفرق بينهم ،فالبلد بالنسبة لهم فريسة يتقاسمون لحومها ،والمناصب غنيمة للسرقة !!

المشكلة انهم سواسية فلاتكاد ان تفرق بينهم باختلاف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم .

واذا أرادوا ان يقربوا احدا لهم يختارون من نوعهم حتى بعد فترة تراه جزء من أعمالهم واقوالهم وأفعالهم !!

قد يبدون احياناً متنافرين ولكن حين الجد سرعان ما يتحدون (ضد شعبهم )

وجدتهم مصرين على غيهم حتى لو وصل المتظاهرون الى ابواب منازلهم ودكوها بالحجارة !!

ربما نحن اذا ما أصبحنا قيد المسؤولية سنغدو مثلهم ونحشو بطوننا وبطون أسرنا من الزاد السحت والعياذ بالله !!

المشكلة انهم حين تهددهم بالشعب لايخشونه وحين تهددهم بالله لايتوقعون عذابه .

هم يحسنون الصلاة ولايفوتهم فرض منها ويصومون شهر رمضان على افضل وجه ويحجون بيت الله لمرات وعلى احسن وجه !!

واذا قرأت الآية يكملها لك والحديث كذلك وكلام وتاريخ المسلمين ويحفظون الشعر !! ومثلهم العلماني يحفظ تاريخ العراق وتاريخ زملائه الذين صعدوا المشانق بكل شجاعة وبسالة ويحفظ مذكرات السجناء ونكرة السلمان وتاريخ اوربا وووالخ

ما يستوقفني احياناً ان احدهم عندما يخرج من المنصب سرعان مايعاود التنظير والتأليف وانتقاد الأخطاء والفساد وكأنه لم يكن بالامس جزء من هذه (الفواجع )ونموذجاً سيءً بكل التفاصيل ،وحين يعود الى المنصب يعود معه أمسه المليء بالفساد .!!

ما أراه على الساحة السياسية ليس فيه سوى التراجع الى الخلف ،وليس هنالك مايدعو للتغيير ،ومن احد اكبر عناوين (الفشل)ان الكتل السياسية عاجزة عن ترشيح وزير للتربية !! وفِي كل دول العالم بما في ذلك الصومال ان اول وزير يتم ترشيحه هو للتربية !!

ما أُعزي نفسي به ان العرب كاسنان المشط في تجاربهم وليس فيهم رمز لشخصية تصلح ان تكون نموذجا ،وعندما هزيء ترامب من أمراء السعودية فهو هزوٌ يشمل جميع الأسماء والعناوين !!

هذا الحديث الذي (اهذي)به لايقرأه السياسيون أبدا ،وان طالعوه فيعتقدون انني اتحدث عن اقوام غيرهم !

البعض يصدق اتهامات بعض السياسيين لبعضهم في ملفات فساد ويتفاعل ويصدق بغرق العملة الورقية في مصارفنا ،ونسأل :-

هل أعاد هؤلاء درهماً الى خزينة الدولة وأين انتهى مصير أطنان الأوراق الغرقى ؟

هذه اعمال ابتزاز فيما بينهم ،ولن يصدقها حتى (الدببة )!

يوميا ابكي على وطني ،ويومياً اخاف على مصيره ،وأين سيذهب به (الهؤلاء)!

ما اخشاه ان أولادي ماعادوا يشمون نتانة النفايات ،ولايتحسسون من تكدس الأوساخ نهاية المحلة ،وفِي الشتاء يمشون بالآوحال دون ان يتذمروا ،ويسكنون ويتزوجون في اقفاص تسمى (عشوائيات) ولا ينزعجون ثم يتوالدون وسط غياب الخدمات وغياب المجاري.

وشبه انعدام للكهرباء ،واخشى ان يَرَوْن في

(الدگة)العشائرية عنوانا للشجاعة والاعتداء على شرطي المرور بسالة ومروءة .

والمشكلة انهم ألفوا هذه الأماكن حتى عندما تسأل احدهم ؛-ماذا لو توفر لك مسكن جيد وخدمات في حي جديد ؟ يأتي رده (أبيعه واعود الى هنا!!)

اما الانزعاج الاكبر ان يَرَوْن في هذه الطبقة من السياسيين نموذجا كونهم (شطّر)

اثروا وامتلكوا العقارات خلال سنوات قليلة !!

كيف أقنعهم ان هذه (النماذج ) التي تطل علينا عبر الفضائيات لايمثلونكم وانهم الأدنى من الناس وهم يشتمون بعضهم بعضاً ويهزءُ منهم مقدمو البرامج !

لقد شارك هؤلاء السياسيون في مأساة أسر بحالها وهم يبيعون كل شيء ويرسمون لوحات لمستقبل خارج بلدهم ،ويسلمون مصيرهم بيد مغامرين وهم يُحشَرُون في زوارق مطاط رجالا ونساء وأطفالا ويصارعون الامواج العاتية للوصول الى شواطيء دول اخرى ،فمنهم من يغرق وأصواتهم تملأ جوف الليل (النجدة) ولا من احد ،وفيهم من يصل ليودع في كمبات الى اجل غير مسمى .

البلد يمشي (مقلوباً)وما اخشاه ان يتصور العراقيون اننا هكذا خُلقنا نمشي على اربع

وليس على اثنين فقط !

ــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك