ماهر ضياء محيي الدين
من المفروض ان يشهد يوم الجمعة المقبلة تظاهرات لجهات معروفة ولاهداف معلومة من الجميع .
بدون اي شك او ريبة الدوافع او الأسباب التي تقف وراء هذه التظاهرات سياسية او إعلامية بحتة او من الأجل الضغط او التهديد على الحكومة لتحقيق مكاسب محددة وهي لا تختلف عن أغلب التظاهرات التي شهدنها منذ سقوط النظام السابق وليومنا هذا كانت المحصلة النهائية تصب في مصلحة من يراعاها ويدعمها سرا وعلنا وبمجرد ما حققت هذه الجهات مكاسبها الحزبية تنتهي القصة وتعود المياه الى مجاريها الطبيعية اصلا.
لن نتحدث عن الاهداف المعلنة للتظاهر لكن على من يتظاهر للمطالبة بأمر ما اولا ان يثبت للجميع صدق نواياها من خلال الافعال الملموسة على الواقع ولا تقتصر المسالة على الخطابات او التصريحات لتكون الغرف المظلمة او يجرى خلف الكواليس مكانا لتقاسم الكعكعة.
لا اعتقد مطلقا بل اجزم ان القوى السياسية بعد خمسة عشر من الحكم واغلبهم كانوا يعيشون في دول اوربية متقدمة ومتحضرة في جانب التظاهر وعلى الرغم من دعوى ساستنا انهم دعاة للحرية والعدالة والديمقراطية استطاعت الوصول الى ثقافة التظاهر بل من خلال الكثير من الحقائق نجد تظاهراتنا بفكرة حزبي ضيق للغاية وبعيدا كل البعد عن ثقافة المصلحة الوطنية او انها الطريق الصحيح نحو تحقيق الأهداف المشروعة.
كم تبلغ تكلفة هذه التظاهرات ؟ بطبيعة الحال مبالغ مالية ضخمة تصرف عليها ومن باب الاولى ومصلحة الناس ان يتم تخصيص هذه لاعمار ما يمكن من مدراس او مستشفيات وغيرها من المؤسسات الحكومية التى تعاني الأمرين.
نتمنى من الجميع ان يتظاهروا من اجل مصلحة البلد واهله وبعيدا عن المكاسب السلطوية وبدون اي مشكلة او خرق لأن هناك الف جهات تنتهز الفرصة لتنفيذ ماربها الشيطانية ووضع البلد لا يتحمل ازمات او نشوب صراعات داخلية.
https://telegram.me/buratha