✍ ..باقرالجبوري
لاتستعجلوا فمقالنا لايتكلم عن قائد عسكري متهم بالعمالة والتجسس لجهة اجنبية لانه أقل خطرا عمن سنتحدث عنه اليوم .
مقالنا اليوم عن غسل العقول ونشر الجهل السياسي وتحريف الحقائق بلسان معسول بكلمات اختلط فيها الكذب بالتحريف ومداعبة مشاعر المحرومين من افراد المجتمع .
نتكلم اليوم عن شخصية من بين ( 3800 ) شخصية ممن يعتاشون على فتات السفارات الامريكية والسعودية يتلخص عملهم بتدمير ومهاجمة كل دعائم واركان المجتمع العراقي من اخلاقيات واعراف وتاريخ وكما ذكر ذلك احد التقارير الاستخبارية البريطانية في العراق وجلهم من الاعلامين والسياسين والكتاب واصحاب الاقلام المأجورة .
فهوا محلل سياسي وكاتب واستاذ جامعي تستقتل الكثير من الفضائيات لاستظافته وهو مرشح سابق لم توصله أصواته أو تزوير الاصوات أو ضغط السفارة على مفوضية الانتخابات بإيصاله لعتبة البرلمان فقل عنه ما شئت وسمه بما شئت من التسميات والالقاب .
كنت اتابعه منذ فترة طويلة وبقيت أتابعته حتى بعد انقلابه العجيب الذي أثار في نفسي الغرابة في بداية الامر . فهذا ( المحلل ) السياسي تحول بين ليلة وضحاها الى عراب ومؤدلج لكل ما تطرحه السفارة الامريكية من سموم تجاه سياسات الحكومة الجديدة وتوجهاتها وحتى ضد الحشد الشعبي والقوات الامنية واصبح صديقا حميميا للفضائيات البعثية بالخصوص ليبيع فيها بضاعته الفاسدة بعد أن كان شخصية محترمة وذو اطروحات بناءة غاية في الدقة بما يدعم الجهد السياسي للحكومات السابقة ضد امريكا والارهاب . ولاغرابة فالمال السياسي يفعل المستحيل في هذا الزمن ويشتري الكل الا ذمم الشرفاء .
وقبل فترة وفي لقاء له كنت اتابعه في أحدى الفضائيات المسمومة رأيته وهو يحمل نفسه بعيدا عن الموضوع الرئيسي الذي أستضيف لاجله . لينتقل الى موضوع اخر ثم ليتفنن في ( التشقلب ) من موضوع الفساد منتقلا بالمباشر الى موضوع حاجة المواطن للكهرباء ليتباكى عليه ثم ليتوقف عند الكهرباء المستوردة من الخارج وهنا وصل الى هدفه المطلوب وهو عقد تجهيز الكهرباء من ايران وفساد العقد المبرم معها ليعطينا البديل اللاعقلي لها .
وهنا (( اتوقف لأشهد )) له انه قد اختزل في كلامه ومناوراته كل مناولات اللاعب ( حسين سعيد ) وكل هجمات ( حبيب جفعر ) ليعطينا في النتيجة شوت ( عدنان درجال ) في مرمى كوريا الجنوبية في التسعينات فقد كان لوحده فريقا متكاملا نقل الكرة من مرماه بضربة واحدة لتصل الى شباك المرمى الخصم بكل نجاح فسجل الهدف ووقف وهو ينتظر صافرة الحكم (( السفارة )) لاعلان النتيجة واستلام الهدية من القائد الضرورة كما كان صدام يمني بها لاعبي المنتخب بعد كل فوز يحققونه .
(( قال )) لماذا لاتشتري الحكومة الكهرباء من مصر ومع انه سؤال غير منطقي إلا انه أكمل كلامه واخذ يتكلم عن قوة الفولتية والامبيرية في كهرباء مصر كاي خبير فني في شؤون توليد الطاقة الكهربائية وكانه ببغاء قد تعلم الدرس جيدا . ثم تكلم عن استثمار الكهرباء في مصر وعن بطاقات شحن الكهرباء التي يشتريها المواطن المصري مقابل المال كي يكون حريصا على ان يقلل من هدر الطاقة (( والتي لن يفكر المجتمع العراقي بشرائها ولو كلفه ذلك ان يرفع العدة ( الميزانية ) التي ذكرتني بمسرحية عادل امام شاهد مشافش حاگة ))
وبهجمة مرتدة وسريعة .
ينقلب بالمباشر للهجوم على ايران .
قائلا . كهرباء ايران ( مو زينة ) واسعارها عالية والمسافة التي يتم نقل الطاقة منها الى الحدود العراقية بعيدة مما يؤدي الى ان تكون الفولتية قليلة والامبيرية غير محددة وكلامه طبعا بدون الرجوع الى أهل الاختصاص أوأهل البصرة المستفيد الاول من ذلك العقد ليسألهم عن الكهرباء التي تغذيهم بها ايران نوعاً وكماً .
الموضوع عند صديقنا المحلل السياسي الفاهم والاستاذ الجامعي المتمنطق ينحصر بمقولة (( أكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس وحتى تصدق نفسك ))
وللتنويه فهو لايتكلم عن الكهرباء بالاقليم لانها تستورد من تركيا . ولايتكلم عن الكهرباء في المناطق الغربية لانها غير مربوطة على الخط الناقل الايراني . ولايتكلم عن كهرباء الوسط فحالها من حال المحافظات الغربية .
انه يتكلم عن كهرباء البصرة التي تتغذى من الناقل الايراني
وهنا مربط الفرس .
ونتسائل هل كل ماذكره من مساوء في استيراد الكهرباء من ايران لاتنطبق على الكهرباء التي يريد استيرادها من مصر .
الم يتسائل عن قيمتها او كم المدة التي يتطلبها نصب ابراج التحويل من مصر الى العراق وهل ستبقى البصرة بدون كهرباء لحين اكمال تلك الابراج .
ولماذا لم يقل لنا انها ستمر بالاراضي الفلسطينية المحتلة مما يعني دفع العراق لاجور حماية وضرائب للكيانة الغاصب ام انه سيكون باب من ابواب الانفتاح مع اسرائيل .
الم يسال نفسه عمن سيتحمل دفع اجور حمايات الابراج ضمن الاراضي الاردنية او عن كمية الطاقة التي تذهب هدرا لطول المسافة من مصر للعراق ومن حدود الاردن والعراق وصولا الى جنوب العراق .
ولايهم إن سال نفسه أو لم يسألها فالمهم هو تمرير الكذبة وتحريف الحقيقة للوصول الى الهدف .
في الحقيقة كان العقد المصري أحد نقاط صفقة القرن في سد المنافذ الاقتصادية لايران في العراق وخلق اجواء اقتصادية للاطراف المشتركة في الصفقة ومنها مصر والاردن حتى لو كان ذلك على حساب دول اخرى كالعراق لان الغاية الاساسية لكل ذلك هو انعاش اسرائيل .
اعتقد انني قد اسهبت كثيرا في كتابة هذا المقال مع انني اختصرت الكثير مما يوجب ذكره ومع انه في حقيقة الحال يستحق ان يكتب بهذه الطريقة لنعرف مدى الخطر المحدق بالعراق ولتعلموا حجم المصيبة التي نعاني منها بسبب هؤلاء الذين تربت كروشهم بدولارات السفارات ولايهمهم مستقبل العراق ومستقبل شعب العراق متبعين المثل (( انا وجيبي ومن بعدي الطوفان ))
اليوم تكلمنا عن عميل (( واحد )) وبقي (( 3799 )) عميل .ولله المشتكى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha