🖋ميثم العطواني
قد يرى البعض في العنوان أعلاه نوعاً من المبالغة أو مقادير من التسطيح المخل في النظر الى الأمور، لكن القراءة العقلانية لما يجري من أحداث في بعض الدوائر لاسيما المهمة منها، والاطلاع على بعض الأوامر والتعليمات، سوف تجعلك ان تكون على يقين بعودة حكم المخلوع صدام !!.
ما دفعنا لمناقشة هذا الموضوع الخطير جدا هو مراجعة احد الأخوة المتطوعين في الجيش السابق لهيئة المحاربين في منطقة زيونة لغرض ترويج معاملة التقاعد الخاصة به، حيث استلم هذا الشخص مايسمى بمنح الطوارئ فيما سبق، وتم سحب هويته العسكرية وتزويده بنموذج يؤكد هذا.
الملفت للنظر والذي لن يصدق عند مراجعته، وبعد ان تم التأكد من وجود أسمه الرباعي وكافة بياناته مثبته في الحاسبة الرسمية، قال له المسؤول "نعم اسمك موجود وتأكدنا منه، لكن لدينا أوامر وتعليمات تنص بإن عليك جلب هوية أصدقاء الرئيس !!، أو هوية اتحاد الصداميين !!، أو سند قطعة الأرض المكرمة في وقت صدام !!، وبخلاف ذلك لم تروج لك أي معاملة".
انها كارثة الكوارث، ومهزلة لا تصدق !!، يحرم المتطوع في الجيش السابق من أبسط حقوقه لإنه لم يكن مع النظام السابق !!، ولم يكن من "أصدقاء السيد الرئيس" !!، بحسب تعبيرهم بالحرف الواحد، ولم يكن من المنتمين ل "اتحاد الصداميين" !!.
هل عاد حكم "القائد الضرورة" ؟!، هل عاد حكم الدكتاتورية مبطن بلباس جديد؟!، هل ان هناك من يهدف لعودة هذه المسميات التي جرت الويلات الى الشعب العراقي؟!، هل تعلم بهذه الأوامر والتعليمات هيئة المسائلة والعدالة (اجتثاث البعث سابقا) ؟!، ماهو دور الأحزاب الإسلامية وكتلها النيابية من هكذا إجراءات؟!، ماهو دور رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة من هذه المهزلة الكبرى؟!.
قبل عدة أسابيع اطلعنا على خبر يؤكد استلام المرافق الخاص لـ (القائد الضرورة) وساعده الأيمن اللواء أرشد ياسين التكريتي كافة حقوقه التقاعدية، وما عزز النشر الهوية الصادرة من دائرة تقاعد محافظة صلاح الدين، هذا الاجراء ولد سخط لدى الشارع العراقي، واتهمت فيه دائرة التقاعد عدة اتهامات، إلا انه تبين سلامة موقفها، لإنها تعمل وفق المخاطبات الرسمية التي تردها من هيئة شؤون المحاربين، ويبدو ان (مرافق بطل التحرير القومي) لديه جميع الوثائق المطلوبة، فهو من (أصدقاء السيد الرئيس)، ومن (رابطة اتحاد الصداميين)، وهو عضو بدرجة عالية في حزب البعث المحظور، وهو من أركان النظام المباد، وهذه المواصفات الصدامية (الفول أوبشن) هي من يكون لها الاولوية في الحصول على الحقوق التقاعدية !!، ولا يوجد غير تفسير لذلك.
من المضحك المبكي ان المسؤول في شؤون المحاربين يؤكد على صاحبنا المسكين، قائلا: "اذا ما عندك هوية أصدقاء السيد الرئيس، أو هوية اتحاد الصداميين، أو سند قطعة الأرض المكرمة، يعني انك كنت هارب من الخدمة في السنتين الأخيرة قبل الاحتلال الامريكي".
وهنا المفارقة التي يجب التوقف عندها، اذا كان هارب فهو يستحق راتبا آخر يضاف الى راتبه التقاعدي، وذلك كونه ضد النظام ولم ينصاع لإوامره، ليشمل بحقوق مؤسسة السياسين أسوة بعشرات الآلاف من الذين يجمعون بين راتبهم الشهري وراتب مؤسسة السجناء.
بقى ان نتسائل، هل يعلم بذلك رئيس الوزراء؟!.
هل تعلم بذلك هيئة المسائلة والعدالة ؟!.
هل تعلم بذلك الأحزاب الإسلامية والكتل التابعة لها ؟!.
https://telegram.me/buratha