سجاد العسكري
في حديث لرسولنا الاكرم "ص" انه قال :(اقرب الناس من درجة النبوة اهل العلم والجهاد) ميزان الحكمة.
لم تعرف التجربة الاسلامية عبر تاريخها العلمي والسياسي حركة تمثل الواقع الاسلامي , والموقع المؤثر الذي يمثل اوضاع العامة في ثقافتهم ومواقفهم وقداستهم وعلاقاتهم كالمرجعية الدينية وقيمتها التي تستمد قوتها من عناصر الولاية والامامة والتي هي بحق قيادة شاملة تتسع للفتوى , والحقوق والاحكام والحرب والسلم والاقتصاد والسياسة والمجتمع ...,لتدلي بتاثيرها الكبير لى الواقع الاسلامي عامة والشيعي خاصة.
وكان نتاج المراكز العلمية التي يطلق عليها بالحوزة العلمية ان انجبت فطاحل العلماء والتي لا زالت موروثهم العلمي يعنى بالتحقيق والتحليل لتبداء مراحل جديدة من الفكر والاجتهاد على يد الشيخ المفيد ,ثم الشريف المرتضى ,و من ثم الشيخ الطوسي وبعده المحقق الحلي ثم محمد بن مكي العاملي ..., وهؤلاء يمثلون حوزات في الاقطار المختلفة من بغداد الى الحلة ثم جبل عامل والنجف الاشرف وقم المقدسة وهكذا بقت الفقهاء يتصدون للزعامة والمرجعية ويغذون العالم الاسلامي بالعلماء منهم السيد محسن الحكيم ,والسيدابوالقاسم الخوئي ,والامام الخميني كمعاصرين تركوا بصمة يشار لها بالبنان , ولعل ابرز الموجودين هم الامام سماحة السيد السيستاني "دام ظله" والامام سماحة السيد الخامنئي "دام ظله" , وقد اثبتت هذه القيادة المسددة حكمتها عبر الظروف التي تعرضت لها لتحافظ على كيان الامة الاسلامية ومجتمعه المسلم ,وتستمر بعطائها الرباني ورفد الحركة العلمية والفكرية في مختلف جوانبه.
في خضم تصعيد الاحداث في المنطقة واستهداف المكون الشيعي فيها وخصوصا مابين الجمهورية الاسلامية الايرانية باعتبارها تمثل محور المقاومة , وقوى الفتنة والتفرقة امريكا واعوانها التي تحاول قمع اي قوة اسلامية تحاول الظهور والمطالبة بحرية حقوقها وحقوق الشعوب التي تتعرض للظلم والحرمان في اغتصاب اراضيها ونهب ثرواتها امام المجتمع الدولي ومنظماته المتنوعة المختلفة في توجهاتها والصامتة في افعالها .
استطاعت القيادة والعقيدة للجمهورية الاسلامية ان تتغلب على شتى الظروف التي تعرضت لها منذ بدء قيام الثورة الى يومنا هذا لتزداد الضغوط والحصار الاقتصادي والعقوبات الجائرة ليتحول مواجهة هذا الصمود الى حرب معلنة من قبل قوى الاستكبار لذل واخضاع هذا الصمود لرغبات هذه القوة , فصرحت القيادة الدينية - المرجعية – بأن هذه الحرب اوهن من خيط العنكبوت , وان مالديها من قوة لاتمتلكه الاعداء كون قوتهم مادية عسكرية اقتصادية تعتمد على تخويف الطرف المقابل ومن ثم تبدء عملية التسليب والنهب والابتزاز كما يحدث للدول التي رضت بأن تكون عونا للظالم وربطت مصيرها ومصير شعوبها بهذا الكيان الدموي التوسعي .
لكن القيادة الايرانية اكدت بأن (أن لا جدوى ولا معنى للمفاوضات مع أمريكا بشأن القضايا الإقليمية ، فإن أمريكا هي السبب وراء انعدام الأمن و الاستقرار بالمنطقة ، جراء دعمها لكيان الاحتلال الصهيوني و الجماعات الإرهابية) وهي صفعة لا يتجرء عليها الا قيادة اسلامية صامدة تستطيع ان ترجع التحديات الخارجية والداخلية وتتفادى الضغوط ,وتعزز شرعيتها في نفس الان , فاساس هذه القوى هو الانسجام مابين القيادة الدينية وحركة الجماهير المطيعة بالرغم كون العقوبات الدولية -الامريكية- هي الاسوء خلال اكثر من ثلاث عقود مع مؤامرات لتغيير النظام الحكم في ايران.
من اين اتت قوة ايران ؟ فعندما نجيب عن هذا السؤال فان الجميع قد يستغرب وخصوصا اصحاب التفكير المادي, وحتى دول التي تدعي الاسلام وهي تمسك معول لتفليشه ومحي معالمه عبر مباديء دخيلة اساسها الاستكبار والشيطان . نعم فقوة ايران من لسان قائدها وهو يستشهد باية قرانية :«إنَّ مَعِي رَبّي سَيهدين», نعم الله سيهديه فعند بناء وتربية شعب تربية دينية تقوى ايمان احسان الى جميع الناس ,فمن المؤكد ان النصر الالهي يأتي للعلماء ,فهذه الحرب التي تشن على المستضعفين هي نفس تاريخ الحرب على مدى العصور بين الحق والباطل "فاينما ارتفعت نعمة التوحيد والعدالة ظهر لها اعداء".
فالمتتبع للاحداث امريكا تحول المنطقة الى (الا استقرار)عبر تزايد قواتها العسكرية وهو تلويح وتهديد لأيران , تطبيق العقوبات فرض حصار وحضر استيراد النفط الايراني , امريكا تطلب من الدول التي تشتري النفط الايراني بوقف مشترياتها والا ستنتظرها عقوبات وتعهد السعودية والامارات لتعويض النقص, تهديدات مسؤولين امريكيين لأيران سنحاسب من يضر بالمصالح الامريكية ,ثم نشر حاملة طائرات ومجموعة قطع حربية , تحذيرات عبر قناة السويس من قبل ترامب, ثم يدعوا الى التحاور بعد تمرير رقم الهاتف الخاص – ترامب- الى سويسرا لمنحه لقادة ايران , سفن تتعرض الى التخريب ,....
لو كانت دولة غير ايران كما دول المنطقة العميلة لأنهارت بلا ان تطلق طلقة واحدة , لكن ايران اسقطت طائرة امريكة وتعتبر هي الاحدث , إيران تبلغ سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا وقف تنفيذ بعض التزاماتها بالاتفاق النووي, طهران لن تسمح لأى دولة بأخذ حصتها من النفط فى السوق العالمية، ان القوات الأمريكية فى المنطقة تقع بالكامل فى مرمى الصواريخ الإيرانية..., ثم تنتقل الاحداث الى مضيق هرمز وتوريط برطانية ,واحتجاز الناقلات ,سقوط طائرة وايران تبث فيديو سلامة جميع طائراتها ...
اليس بعد كل هذا الرفض بكلمة كلا وقوله تعالى : {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} شك في قوة ايران وقيادتها لتثبت عقلا ومنطقا ان العلماء بالاضافة الى جهادهم مسددين بتوكلهم على الله والثقة به ,وحسن الظن , ومهما كانت الاحداث تشعرنا بالخطر فهم الاقرب الى الهدوء لعلمهم بحتمية النصر الالهي للحق والمظلوم
https://telegram.me/buratha