سعد الزيدي
التظاهرات لماذا ؟ وقبل محاولة الاجابة، نقول أن التظاهرات تعتبر عمل اعلامي حضاري مشروع لجلب الانتباه لمطالب مشروعة ووسيلة ضغط جماهيرية ،لكن يجب الاقتران بما يشرعنه وما يبرره.
وهو كذلك في كل أنظمة الحكم ومهما نعته النظام، وفي النظام الديمقراطي يعد التظاهر عمل سياسي إيجابي كونه عامل تعبير واسع عن إحتياجات المشاركين وعامل ضغط، ولكن يبقى بشرطه وشروطه، وبذلك ويُجب حماية المتظاهرين، واستقبال ومعالجة طلباتهم.
ومن شروطه وهنا تسكب العبرات؛ ان للجماهير مطالب تريد ايصالها الى الحكومة، أو تلفت انتباه السلطات إليها، كون هذه الطلبات ضاغطة جدا على الجماهير وأن السلطات لا تُقدر مشروعيتها او اهميتها ، وكونها اي الطلبات مشروعة؛ ولكن لا تتفاعل معها السلطات، ولا تعير انتباهها لمناشدات الجماهير بالوسائل الأخرى، أو أنها مستبدة برأيها؛ وليس لديها انفتاح بوسائل معروفة على الجماهير.
أو أن هناك ما يسبق هذا كله؛ كأن يكون هذه السلطات غير متقيدة بدستور وقوانين مشروعة وتتصرف فوق القانون، والمطلب الرئيس للجماهير هو برنامج عمل للحكومة شامل؛ وبتوقيتات معلنة ويجب التصويت عليه من السلطة التشريعية، ومن ثم تتقيد السلطة التنفيذية بتنفيذه؛ ولم يسجل عليها ان تخلت عنه.
او لا هذا أيضا حاصل على أرض الواقع، فالعمل جاري في تنفيذه، لكن اصبح برنامج غير ذي جدوى، وهناك إصرار عليه لمصلحة محدودة، أو غير هذا وذاك من الممكن والمعقول ؛ والى اخره من ألاسباب الموجبة، أو ان السلطات قد اغلقت ابوابها، وقطعت قنوات التواصل والسماع مع جماهيرها ولو بمحدودية .
لكن أن يكون لا هذا ولا ذاك ، فلا وألف لا أن تخدع قيادة التظاهرة الجماهير؛ بما لم يكن وفق كل الحسابات العملية والمنطقية مشروعا، إذ هو لا يعد استحقاق زمني أو يعد مطلب تعجيزي ومهما كانت مشروعية هذه القيادة، هذا بغض النظر عن عدد المخدوعين او المشاركين اصلاً !
او أن أهداف وغايات القيادة من التظاهر مشخصة سلفا، وهي اي القيادة السياسية للجهة المنظمة للتظاهر تعرف أسباب كل الإخفاقات و التأخير في هذا الشأن أو ذاك ، وانها تعرف حق المعرفة بأنها هي وأخواتها جزء من المشكلة وانها لم تسجل فشلا في التحاور أو أن السلطات تجاهلت رأيها .
من هنا نسجل أن الهدف بعيد كل البعد عن تصور ان مبتغى الجماهير أو تطلعاتها المشروعة، لا تُعيرها السلطات اهتمام بدون التظاهر، بل أن حقيقة تطلعات الجماهير هي من اولويات واهتمامات قيادة الحكومة.
يبقى أن نثبت الواضح من الأهداف والغايات، هو إستعراض أمام الأنظار، لبيان حجم التأييد الشعبي لهذه القيادة السياسية، وهذه حالة ضغط او ابتزاز وتهديد واستعداد لما هو قادم من الحسابات غير المبررة.
https://telegram.me/buratha