سعد الزيدي
يمتلك الإنسان مقدرة على الإبداع والتحول النوعي المتجدد؛ كطاقات كامنة قد يلزمه تحفيزها ، فيحصل الانقلاب والتحول في شخصيته، من خلال العطاء المتميز، وهذا ليس افتراض من الكاتب أو أمر مستغرب، لكن أذا راجعنا تاريخ كثير من الشخصيات المؤثرة في مجتمعاتها، يتبدد الإستغراب إذا التفتنا إلى نقطة محورية، في منهجية التفكير لدى هؤلاء، وتعرفنا منهم أن ما اقدموا عليه قبل الانقلاب، في نوعية عطاءهم لم يكن بمعزل عن العقل؛ ولم يكن تقليد أعمى، بل كان نتاج في سلسلة البحث والتأمل، ومرده الى أساسيات تربيتهم.
وبما أنهم واصلوا التفكر؛ اكتشفوا خطأ ما كانوا عليه فعدلوا عنه، وهنا يأتي معنى ودور الاستقامة الواعية ،كمنهجية في تربية الأطفال والشباب، وفي النهاية المجتمع بأكمله، فهي تقلص الجهد والكلف، وتختصر الى حد بعيد الوقت الضائع .
اليوم تُحفز الريادة المتكررة إلى شارع المتنبي، المثقفين في كثير من المحافظات، بإيجاد شارع ثقافي، أو الحقيقة إحياء الشارع الثقافي، الذي إزالته أنظمة الاستبداد، والثقافة المُسيسة والمغلة من مُدننا، فاصبح يستغرب المتابع لشاشات التلفزة؛ مشاهدة شخص يغطي رأسه بالعمالة، وهو ويتكلم باللغة الانكليزية؛ عن موضوع في علم الطب والهندسة، وحتى كاد التفكير العلمي يغادر عقولنا ؛ فتعزف عن العطاء المتميز، وبالتالي يغادر تراثنا العربى الإسلامي الأصيل، ونعيش على إبداع واكتشافات الآخرين في أوربا وأمريكا.
أبارك لهذه المحافظات هذه الالتفات’ وأغبط إخواني وأخواتي التواجد في هذه الشوارع الثقافية؛ بزيهم الإسلامي المميز؛ كما تواجدوا في سوح المعارك بعمائمهم، وأن يتميزوا بعطاءهم؛ فإنّ في ذلك مواصلة البناء الحضاري لاسلافنا العظام، وقبله العيش الكريم لامتنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha