أحمد لعيبي
اربع طرقات على باب يقف في وسط جدار طيني .
مكتوب على حائط الدار التي لا تحتوي على شيء من الدار سوى حيطان وسقف من النايلون..
(إنتقل إلى رحمة الله الشهيد....وستقام الفاتحة في داره..الواقعة ...)
المشكلة انها ليست دار ..
وداره الواقعه ..واقعة في مستنقع للمياه الآسنة ومياه المجاري ومكب النفايات ...!!
خرج طفل صغير على وقع طرقات الباب ..
سلم عليهم وقبلوه من رأسه..
كانوا اصدقاء والده الشهيد...!!
دخلوا الدار ...
كان الفراش بقايا خيمة للجنود مستهلكه وضعتها عائلة الشهيد فراشآ للارض ..
والشباك خال من الزجاج اغلقوه براية الفصيل الذي كان يقاتل الشهيد في صفوفه..
في السقف كانت صورة لحملة لقائمة انتخابية وضعوا بقايا حديدها سقفآ للعائلة ..!!
وضع الضيوف بضعآ من الالاف في جيب الصغير.. !!
لكنه امسكها وذهب الى داخل البيت وعاد وبيده حصالة نقود..
فتحها ووضع نقوده فوق النقود التي اعطاها له الضيوف وقال لهم ..
خذوا نقودي ونقودكم واريد ان ارى والدي ولو لمرة واحدة فانا مشتاق له ..
ارجوكم قولوا له انني لم أاكل منذ ايام ولم اذهب للمدرسة ولم اسمع كلام جدتي حتى اراه ولو لمرة واحدة .
قولوا له انني مريض لعل قلبه ينكسر ويعود ..
ارجوكم قولوا له انني اخاف اذا جاء الليل وامي تخيف اخوتي الصغار بالحرامي كي يناموا ..!!
ارجوكم ساعطيكم مذياع جدي فوالدي يقول انه لا يقدر بثمن فقط اريد ان اراه ولو لمرة واحدة ..
اريد حضنه وكفه وقبلته ..حتى صفعته اشتاق لها..
https://telegram.me/buratha