كندي الزهيري
تعد مواقع التواصل الاجتماعية تطورا نوعيا في التواصل بين الأمم وهذاما جعل العالم عبارة عن قريه صغيرة ،وساهم في التعرف على ثقافات وعادات الشعوب مختلفة ،وهذا هو الظاهر من الإنتاج هذه المواقع .
لكن ما خفي كان أعظم ، فالكل يعلم بأن السفارات ليس دورها محصور برعاياها ومصالحها في الدولة المستضيفة للسفارة ، إذ يتعدى الى العمل الأمني وإيجاد العملاء والتجسس كما تفعل سفارات الاستكبار العالمي ، حيث أصبح سفارات تلك الدول تتدخل في القرارات السياسية وخاصة الموجودة في الدول النامية ، وبالخصوص في الدول العربية ، وتعد أمريكا أولى المستفيدين من مواقع التواصل الاجتماعية عبر الاجهزة الذكية الخاصة بالتجسس على حديقتها اوروبا .
يأتي بعدها اسرائيل في المركز الثاني للتجسس حتى على أبوها أمريكا ، يتم التجسس عن طريق للموساد الإسرائيلي وناسا و CIA الأمريكية ، اما الصين فقد كان ذلك عبر شركة هواوي التي تصنع بأمريكا ،
كما كان هناك دور استخباراتي امريكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبر دعم ما يسمى بالربيع العربي من خلال دعمهم لتلك الثورات ،
وفي عام 2011 دعم او ما يسمى بالثورة السورية و تصوير الجرائم التي حدثت على انها مفتعلة من قبل النظام وتم نشرها بشكل وسع في المواقع الإلكترونية ، وفي 2014 تم تصوير ما يجري في العراق كثورة شعبية وليس إرهابا مدعوما من أمريكا وصانعيه،
كما حاول الدعم وآثاره الشارع الإيراني ، وحاولت تصوير ما جرى في ايران ، على إنه ثورة ضد ولاية الفقيه ، لكن وعي الشعب الإيراني إستطاع ان يرد على هذه المواقع ومواجهة ما يبث فيها من السموم .
أما اسرائيل فإستخدام المواقع الألكترونية الناطقة بالعربية ، وتوجيها الى شباب دول الممانعة، وكانت هناك استجابة لبعض الشباب مع تلك المواقع وخاصة على الفيس بوك حيث لوحظ من خلال المتابعة لتلك المواقع وما يبث من الأكاذيب ومحاولة لتفتيت المجتمع واستقطاب الجواسيس من تلك الدول،عن بعد ، وكسب التعاطف مع المشروع الصهيوني ، وتصوير إسرائيل كحمامة السلام ودول ممانعة ماهي الا شر وغيرها من الأمور، حتى أصبحوا يتكلمون في تفسير الدين الاسلامي!
من خلال البحث وجدنا كثير من الصفحات التابعة لهم ، يعتقدون عسى وأن تتجاوب مع مشروعهم واستقطاب الشباب .
اما في العراق وبعد انشاء اكبر سفارة في العالم ، قامت بإنشاء الكروبات على مواقع التواصل الاجتماعية ، تدار من قبل السفارة حصرا ، وهناك اسماء عراقية ، الهدف منها نشر السياسات الأمريكية العدوانية الداعمة للتطرف وبث السموم وتفكيك المجتمع العراقي وتلميع صورة الولايات المتحدة الأمريكية.
لحقت بها صفحات إسرائيلية موجهة الى الشباب العراقي، ومن خلال متابعة تعليقات أولئك الشباب وجدنا نسبة قليلة من التفاعل مع تلك الصفحات، لكن النسبة الاكبر في إقليم كوردستان التي أصبح بشكل او بآخر قاعدة للتجسس أمريكي، وكانت النسبة اكبر في محافظات بغداد بابل البصرة.
هنا يأتي دور الأجهزة المختصة بمتابعة تلك الصفحات ، وخاصة جهاز الأمن الوطنى وجهاز المخابرات، متسائلين لماذا الى الان الامن المعلوماتي مهمل؟! إّ أن ذلك يعتبر تقصير غير مبرر لتلك .
تأكدوا جميعا بأن لا يمكن ان يخترق بلاد دون وجود سوسة في ذلك البلد، وهذا أمر خطير ووجوب متابعته قبل فوات الأوان، وتحويله الى سلاح مضاد لمشروع تفتيت المنطقة.
https://telegram.me/buratha