كندي الزهيري
تعد المعارضة السياسية أحد الأركان المهمة لتطور المجتمعات ومقياساً للتقدم والحضارة فيها، ويفترض بهذه المعارضة السياسية أن تحافظ على أصالة المجتمع وثقافته وأخلاقياته.
تعارف البعض على تسميته بالمعارضة. هناك ما يدعى بالمعارضة داخل العملية السياسية نفسها اي ان اطرافا داخل الحكومة توجه انتقادات حادة للحكومة، وهو امر يدعو الى الاستغراب.
وهناك ما يدعى بالمعارضة من خارج العملية السياسية، أو محاولة الحصول على مكاسب مهمة ومواقع حكومية من خلال استخدام الشارع كورقة للضغط على الحكومة .
هناك عدة اشكاليات في المعارضه منها :
ـ تضخم الأنا الشخصية عند الكثير من الناشطين السياسيين ، لتطغى الأنا المتضخمة بشكل نرجسي ومرضي على مستوى العلاقات السياسية ، والتي تتجلى من خلال التمحور حول الذات الأنوية، المتعالية التي تحاول من خلال الممارسة السياسية أن تكون المركز الذي يجب أن يدور حوله الآخرين .
ـ التناقض الذاتي على المستوى الشخصي ، لتتجلى الشخصية الفردية متشظية ومتناقضة على ذاتها ، إضافة إلى أن هذا التناقض يقوم بمضامينه البنيوية العميقة على رفض الآخر من خلال الادعاء بالتمسك بالديمقراطية وحرية الرأي وفق أشكال سطحية والشكلية و مخارجه مع منظومة الوعي الاجتماعي على قاعدة التناقض المعرفي والمسلكي .
ـ سيادة الوعي السياسي البراغماتي المتناقض مع منطق الممارسة السياسية التي يفترض أن تقوم على برامج سياسية تعبر عن اللحظة الراهنة وآفاق تطورها المستقبلي بآليات تقوم على فكر سياسي يرسم مشروعه التكتيكي والاستراتيجي ، لكن في اللحظة الراهنة نلاحظ تحت يافطات الديمقراطية الشكلية هيمنة الميول والهواجس الشخصية على التوجهات السياسية لبعض التنظيمات أو التجمعات السياسية بشكل عام.
ـ البراغماتية السياسية بشكلها الفاقع والتي لم تتجاوز أشكال ممارستها السياسية أمراض الفهم السياسي بمضامينه القديمة بأشكاله متجددة ، لكن الأخطر من ذلك أنها تكرس إشكاليات السياسية لم تكن موجودة سابقاً( إثنية ، عائلية ، مذهبية) .
ان نجاح المعارضة يتطلب من ألمعارضة فهم بأنها عين الثالثة السلطتين التنفيذية والتشريعية من خلال و كل شيء وارد في العمل الديمقراطي ان كان لا يستند الى مصالح دائمة بل لمبادئ ثابتة ورؤية موضوعية لمستقبل الواقع السياسي، فخطوة المعارضة البرلمانية يجب ان يكون دافعها الحقيقي ومحركها الرغبة بالإصلاح اولا؛ ومراقبة الاداء التنفيذي بلا مجاملة ثانيا؛ وخدمة البلد ومصالحه العليا ثالثا... لا الضغط من اجل الحصول على المكاسب والمناصب مثلا، لأنها في النهاية مغامرة بالمستقبل السياسي قد تسقط من يقدم عليها من عين المواطن وتضعه خارج حسابات صناديق الاقتراع في القريب العاجل .
اما الواقع يقول من غير الممكن ان تكون هناك معارضة وذلك الأسباب منها:
ـ الموالاة والمعارضة مفهوم غير دقيق وسيقود تستخدامه في العراق إلى أخطأ منهجية خطيرة
ـ ان عدم أخذ بكل مباني النظام السياسي قد يقود إلى انزلاقات خطيرة.
ـ ستستخدم التعطيل القوانين المهمة وتكثر الابتزاز الوزراء الحكومة بالتلويح بالاستجواب والمضايقات الغير مرغوب فيها.
ـ تعدد الولاءات وتدخلات الخارجية
ـ ان تبني المعارضة داخل البرلمان وعدم وجود من يتطابق توجه مع توجه ما يسمى بالمعارضة يعد فشل لها .
نختم بالقول بأن الشعب العراقي ووعيه الذي زاد ، والتمحيص وتحليل ما يجري في الساحة السياسية العراقيه ووصوله إلى نتيجة وهي ان ظهور نوع جديد من المعارضة بما يمكن تسميته “بالزعل” تحت تأثير الإحباط من عدم الحصول على مناصب وزارية أدى بهم الذهاب إلى المعارضة البرلمانية، وهنا فهم الشعب بأنه سيحاولون جرهم إلى مواجهة بين حكومة كورقة ضغط وليس من أجل تصحيح المسار العملية السياسية .
https://telegram.me/buratha