كندي الزهيري
بات من الصعب على المراقبين؛ معرفة هل أمريكا مستعدة للحرب ام لا، وذلك بملاحظة ضعفها من السيطرة على مضيق هرمز من جهة، ومن جهة أخرى تحشيد عسكري في المنطقة، ولا أحد يعلم من سيطلق الرصاصة الأولى!
إن أمريكا ليست بذاك الغباء، لكي تدخل حرب ليس مع الامة الايرانية فقط، إنما مع حلفاء إيران في المنطقة، وتعلم أن قواتها في المنطقة، وخاصة في العراق وسوريا ستكون في خطر، في حال اندلاع الحرب، وهذا الشيء يدركه السياسي الأمريكي، ما جعلهم يسارعون الى إرسال مايك بومبيو الى بغداد، حاملا رسالتين الى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي؛ الأولى كانت بصيقة التهديد، بان بلاده سترد على أي هجوم على قواتها، بقوة من دون الرجوع للحكومة العراقية، والثانية عرض أمريكي لايران للجلوس للتفاوض، اتبعها سحب معظم طاقمها من السفارة في بغداد وغيرها من الإجراءات التي تكشف هوان منظومة التفكير والقرار الأمريكية!
قد يتسأل البعض، بأن أمريكا التي أرسلت آلاف الجنود الى العراق واحتلاله، وخسرت مليارات الدولارات، والمعدات والأرواح، ولكن بالنتيجة ليس بمقدور رئيسها والسياسيين الأمريكيان، الدخول الى العراق بوضح النهار، إذا ماذا ستفعل مع إيران؛ التي مساحتها تعادل ثلاثة أضعاف مساحة العراق، وعدد سكان يقدر بأكثر من 80 مليون نسمة؟.!
ما ساعد على عدم لجوء الإدارة الأمريكية الى خيارالحرب، تصريح كريس غيكا "المتحدث باسم التحالف الدولي؛ حين قال لبومبيو "انت كاذب "، أذرع إيران قوية ولا يمكن لنا مواجهة إيران، بوجود كل هذه الأذرع القوية في المنطقة!
هنا أدرك البيت الأبيض بأنه خسر الحرب، وخاصة بعد فضيحة المملكة السعودية التي تمتلك منظومة الصواريخ الأمريكية "الباتريوت "، حيث إستطاع الحوثي أن يخترق هذه المنظومة، بطائرة سعرها مئة دولار فقط، بمواجهة صاروخ سعره يقدر بمليون دولار، وهذا يمثل إضافة صورة أخرى، بأن حلفاء أمريكا ليسوا قادرين على المواجه، لكن بمقدورهم دفع الأموال للبقاء على عروشهم!
بإعمال العقل؛ اذا كان السعوديين والى يومنا هذا عالقين في اليمن، فكيف بهم إذا علقوا مع إيران ! ثم أن ترامب يطالب الخليجين بدفع الأموال للحفاظ على عروشهم فقط، وليس على حدودهم! واليوم يكمل ترامب مسيرة استنزاف دول الخليج، بقوله: "نحن لن نكون شرطي الخليج، ولن نحمي مضيق هرمز، ولماذا نضحي بجنودنا من أجلكم، ادفعوا لنا فقط"!
هذا درس لمجلس التعاون الخليجي، ومن يعول عليهم من السياسيين العراقيين، الذين ساروا خلف هذه المشروع الأحمق، لا أحد يُريد الحرب في الشّرق الأوسط، باستِثناء الثّلاثي بومبيو وبولتون ونِتنياهو الذين يُحرّضون عليها، وأيّ خطأ أمريكي سيجعل إدارة ترامب، وأمريكا عامّةً، تدفع ثمنًا باهِظًا، ماديًّا وبشريًّا، ونجزِم بأنّ جُنديًّا أمريكيًّا واحِدًا؛ من تِلك الموجودة في العِراق وسورية لن يعود حيًّا إلى بلاده.
ناهيك عن أولئك الذين يُرابطون فوق السّفن وحامِلات الطّائرات، ونحن لا نتحدّث هُنا عن الحُلفاء الخليجيين الذين سيُشاركون في هذه الحرب، أو سيكونوا ميدانها، فهذا تحصيلٌ حاصِلٌ، وسيُترَك أمرهم للحوثيين..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha