محمد علي السلطاني
مصطلح اخذ اذناب البعث وايتامة الترويج له بين الناشئة الذين ولدو بعد سقوط الطاغية، وبين ذوي النظرة المحدودة وسذاج التفكير والادراك ، مستغلين فساد الحكومات المتعاقبة واخفاقها (وهذا الذكر لايبرر الفساد والاخفاق فللموضوع بحث اخر)، اذ يطرق سمعك بين الحين والاخر،ما يرددة الناشئة من قصص ومقارنات لاصحة ولا اساس لها سوى في ابواق المطبلين واعلامهم المأجورة،
هؤلاء الشباب والفتية لم يتذوقو سنين البطش والاذلال، ولم يساقو عنوة من صفوف مدارسهم ليشهدو حمامات الدم التي يجري الاحتفال بها في ساحات المدن مع زغاريد الماجدات ورقصهن على جثث الموتى ،
في وسط كل مدينة كانت اكثر من ساحة ومكان يتوسط الاحياء، ليس للعب الصبيان ولهو الاطفال، بل لأعدام اخوانهم او صلب ابائهم وجيرانهم امامهم ، هؤلاء لم يشهدو حفلات قطع الالسن في الاسواق وفي قارعة الطرقات ، ولم يشهدو عمليات قطع اذان الرجال وتوسيم جباههم وهم بريعان الشباب ، لم يشهدو كيف اخرج البعثيون الاطفال والنساء والكهول من بيوتهم ليلأ ليرموهم على حدود الوطن بحجة عدم عروبتهم!!؟
في ذلك الزمان الجميل!! كان اليوم يبدئ بتطويق الاحياء بجلاوزة المقبور، لتعقب ذلك توافد جرافات البعث المشؤوم التي تشبة جرافات الصهاينه، لتهدم بيوت من اعدم ابنائهم بتهمة الصلاة والصيام ، او لانهم من خيار الناس !!
يوم امس سمعنا انينأ وبكائأ يتردد صداة من جوف الارض، في بلادي تبكي السماء وتنزل دموعها دمأ على ذبح ريحانة المصطفى، وفي بلادي تبكي الارض وترتعد فرائصها ليخرج من جوفها شيعة السبط الذبيح وقد قطع الحقد اوصال اجسادهم.
في بادية السماوة، شهد يوم امس احد اكبر جرائم البعث وطاغيته المقبور، جريمة يندى لها جبين الانسانية، حفرة القيت فيها عشرات النساء والاطفال والكهول في مشهد دموي مرعب وعظيم، تحيطهم كلاب مسعورة تتعطش لدماء الابرياء، ليمطرو الاطفال والنساء بوابل من رصاص حقدهم الدفين على شيعة علي ، لم ترتجف ايديهم وهم يستمعو لصراخ الاطفال وتوسل امهاتهم،ولم ترق قلوبهم وهم يذبحون الطفولة والبراءة في وضح النهار،
اي نظام هذا الذي يذبح شعبه، اي نظام هذا الذي يملئ الارض مقابرأ للأحياء!!؟
وكم قصرت وسائل الاعلام والفضائيات رسمية كانت اوحزبية بفضح هذه الجرائم الكبرى، حتى بات صوت البعث وعشاق طاغيته يروجون لجمال ذلك الزمن الكئيب ،
حادثة واحدة مفتعلة لليهود، اقامو عليها الدنيا ولم تقعد،ونحن في كل يوم نفتح مقبرة جماعية، لكل ضحية له فيها الف قصة وقصة، اين الكتاب واين المنتجين واين دور السينما والمخرجين؟
اليس في هذه المأسي مايهز الوجدان ، ويفجر طاقات المبدعين ، ليواسو في كلماتهم هذا الجرح الكبير.
خمسة عشر عامأ مضت على سقوط الطاغية ولم نشهد انتاجأ فنيأ يروي و يترجم للأجيال هذه المأسي والويلات ! ويلقم ابواق البعث المأجورةبحجر حقيقتهم.
اليوم حري بنا ان نطوف بهذا الرفات الطاهر لهذه النسوة والاطفال ، في كل زقاق من ازقتنا، حري بنا ان تشيعهم الجماهير من مدينة الى مدينة لترى الاجيال الشاهد على حقيقية تلك الحقبة السوداء، لا ان تمر هذه الجريمة بما لا يتناسب وفداحتها،
افلا يستحي النظام اليوم من اكرام الجلاوزة والجلادين الذين اجرمو بأبناء الشعب المظلوم، يغدقونهم بالمال بذريعة المصالحة والانسانية !؟ اي مصالحة تعقدها مع قتلة وسفاحين، وهل بقي للأنسانية لسان حال ينطق امام هذه المصائب والويلات .
نسخة منه الى جماعة
علواة على ايام صدام
............................
https://telegram.me/buratha