أحمد كامل عودة
المقال هو واقع وحقيقة ، يعبر عنه بكلماتٍ وسطورٍ يتم تلخيصها للمتلقي ، لتيسر له أقصر الطرق وامتعها للوصول للمبتغى إليه ، فكتابة المقال تمثل الشيء المهم للكثير من القراء ، فيتمتعون بقراءته خصوصاً إذا كان منسوجاً بشكلٍ دقيق ومزخرف بزخرفة الكلمات اللغوية التي تشد انتباه القارئ .
ويعتمدُ كاتب المقال على الأحداث من حوله ، لكتابة ما يدور في اذهانه من أفكار وأساليب تطرق اسماع القارئ وتشعل رغباته في قراءته لعدة مرات.
فالمواضيع متعددة وكثيرة ، منها السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها من الاختصاصات المختلفة .
فهناك مقالات تكتب بصورةٍ سردية مملة ، ليس فيها قدحات تشعل لهيب نفس القارئ ، ومقالات أخرى كتبت بطريقة إبداعية لامثيل لها ، جعلوا فيها القارئ وكأنه يسير بطريق معبد ، مملوءة جوانبه بالأشجار والزهور والمشاهد الخلابة ،بحيث لم يشعر القارئ فيها بطول المقال ، وأخذ على عاتقهِ العودة أكثر من مرة لقراءته .
إن المقال الذي يكون له أثراً بالغاً في نفسية القارئ ، هو المقال الذي تكتبه الروح قبل الأيدي ، فينزل على الورق بأبهى صوره عندما تتحد العاطفة بالعقل ، فتسطر فيه الكلمات وكأنها ألحان تعزف على الأوتار الأكثر تأثيرا على قلب القارئ ، على عكسِ المقال الذي يكون مصطنعاً ، وتزج فيه الكلمات قسراً في سبيل اكماله بأي شكل من الأشكال ، وكأنه طفلاً يولد بعمليةٍ قيصرية فيخرج متعباً ويتعب من حوله .
والمقال أهم سمة من سماتهِ ، هو وضوح الهدف ، وتسلسل الأفكار ، وتسهيل المهمة على القارئ ، وإيجاد أقصر الطرق للوصول لذلك الهدف مع مراعاة الجانب التشويقي الذي يجذب القارئ .
وهذا فعلاً ما أتمناه في مقالي هذا الذي بين يديكم ، بأن يكونَ واضح الهدف وموجز لما قصدته .
إن المسؤولية كبيرة وملقاة على عاتق الكتاب في تثقيف المجتمع ، وسحبه إلى خانة القراء وسط الضجيج الإعلامي الالكتروني ، والملهيات الكثيرة التي قللت بشكلٍ هائل من أعدادِ القراء ، بعد أن كانت قبل سنوات بغداد تقرأ.
https://telegram.me/buratha
