كندي الزهيري
امريكا دولة لم تكمل ٢٠٠ عاما ، منذ تأسيسها سنة ١٧٧٦م إلى يومنا هذا، كلها تخريب وقتل وفتن، لو تعمقنا بتاريخ أمريكا ،وما فعلته بالسكان الأصليين (هنود الحمر)، وكيف قامت هذه الدولة المجرمة، سنحتاج إلى سنين عديدة لنحصي جرائمهم، نشير إليها ببساطة شديدة، واهم ما نشير اليه ، هو الإبادة الجماعية والجرائم بحق السكان الأصليين، في إحصاء سنة 2010 عرّف 0.9 بالمائة من سكان الولايات المتحدة الأمريكية ، أنفسهم كأمريكيين أصليين (أو كسكان أصليين لولاية ألاسكا) ولا توجد أرقام قاطعة تحدد كم كان عدد السكان الأصليين الذين يعيشون في أمريكا الشمالية قبل وصول كولومبوس.
يذكر مقال تعليمي نشرته مكتبة الكونغرس بعنوان "تدمير حضارات الأمريكيين الأصليين" أن العدد الكلي للأمريكيين الأصليين هو 900 ألف نسمة.
بحلول عام 1800 كان عدد السكان الأصليين لما يعرف لوب الولايات المتحدة قد تناقص إلى 600 ألف نسمة، وفي مطلع العقد الأخير من القرن التاسع عشر كان هذا العدد قد انحدر إلى 250 ألف نسمة فقط!
إلى جانب الحروب العدوانية التي خاضها المستوطنون الأوروبيين ضد الهنود الحمر، يذكر الباحثون من بين أسباب التناقص الحاد في تعداد الأمريكيين الأصليين الأمراض المعدية التي وفدت عليهم مع القادمين الجدد من الأوروبيين، والتي لم تكن لدى الأمريكيين الأصليين أي مناعة مكتسبة ضدها، وقد قدرت بعض الدراسات نسبة الوفيات الناجمة عن أوبئة الجدري بين السكان الأصليين لأمريكا بحوالي 80 إلى 90 بالمائة!
ويذكر تقرير صدر عن المكتب الأمريكي للإحصاء سنة 1894 أن "عدد الحروب "الهندية" التي نشبت في ظل حكومة الولايات المتحدة بلغ ما يزيد على 40 حربًا، وقد أودت هذه الحروب في قتال مباشر حوالي 30 ألف هندي احمر .
بعد الحرب العالمية الثانية وحرب اليابان ،وحرب فيتنام وغيرها من الحروب والمجازر الدموية التي راح ضحيتها ملايين من البشر، اعتمدت امريكا على الإعلام لكي تلمع صورتها أمام العالم.
سياسة العصى والجزة، التي تستخدمها الاخضاع الشعوب، وخاصة بعد سيطرتها على منابع الطاقة وامداداتها، وضعف الاتحاد السوفيتي، وغيرها من العوامل جعل امريكا، تتفرعن في ردات فعلها إتجاه الشعوب الحرة، من خلال التجويع أو التدمير، كأنما تقول للشعوب؛ انا احمل جبلين واحد من نار واخر من طعام .
واخر ما سمعناه انا تضع الأحرار على قائمة الإرهاب، فكل شخص يقف بوجه سياساتها العدوانية يعتبر إرهابي، وقد نست او تناست بأن دول الممانعة وشعوبها، ما هم إلا ابناء الطف ، الذين لم ولن يركعوا الا لله ، هكذا كانوا وسيبقون إلى يوم القيامة، فلا إرهاب امريكا يخيفهم، ولا نباح الكلاب الضالة من العملاء ترعبهم.
وما نشاهده اليوم خير مثال ، قوة دول الممانعة جعلت من أمريكا أضحوكة في العالم ، ولتعود أمريكا من جديد لتضع المقاومين على لائحتها واعتبارهم إرهابيين ، أملا منها أن يرضخ المقاوم لها ، وأخيرا تضع أمريكا نفسها في موقف محرج أمام العالم ، وضعفها أمام إيران المقاومة ، خير دليل لمن يريد الكرامة، وبالمقاومة تحيا شعوب المنطقة.
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha